٨١
وأربعة وخمسون إنشاً محيط الرقبة ؛ وأما ارتفاع المصنم كله فانه خمسة
ضفائر شعره مرخية على الأكتاف ؛ ذقنه طويلة ؛ ويفهم منها أنها لرجل متقدم في
السن ؛ ذراعه المنى مكسورة، وأما اليسرى فانها ملتفة بالصدر حتى
الأيمن ، وعند الكتف تختفي اليد في داخل القماش المسدل عليها . وهذا الهيكل
وجد مدفوناً في الرمل على قمة تل قريب من البحر . ويظهر أن الوثنيين دفنوا
إلههم هذا ليخفوه عن أعين أعدائهم المسيحيين يوم كان الصراع شديداً بينهم .
١٢ - إن الوثنية وإن كانت قد زالت من غزة بالمرة ، وعبادة الاصنام وإن كانت قد اختفت - حق أنك لا تجد لها أثراً فيها ، بدليل أن الغزيين في يومنا هذا من التعصب لدينهم الاسلامي بدرجة أنهم يكرهون أن يسمعوا أنهم كانوا في سالف الأزمان وثنيين - إلا أن بعض العادات الشائعة بينهم تدل على أنها من بقايا عهد الوثنية . وليس أدل على ذلك من القسم الذي اعتادوه ، والأيمان التي ألفوها كلما أرادوا أن يؤكدوا لك انهم صادقون في اقوالهم . كقولهم مثلا :
( وحياة عين ها الشمس الحرة) (١)
) وحياة هالمسبعة اللي كلت ربها ) (٢)
.) وحياة ها الكواكب) (۳)
ومن الحق أن نقول أن الحياة العلمية ازدهرت في غزة على عهد الوثنية ، وأن جامعتها اشتهرت فطار صيتها حتى أصبحت محجاً لطلاب العلم من أثينا وروما. وكان كثيرون يفدون إليها لدرس فن الخطابة .
(١) إشارة إلى معبد الشمس في زمن الوثنيين • (۲) إشارة إلى النار . وذلك في الاضلاع دلالة على السبعة كواكب التي كانت تعبد من قبل الاميين الأصليين
(۳) إشارة إلى المشترى الذي كانوا يعبدونه في عهد الوثنية ، أو الزهراء ( فينوس ) أو أفروديت ) نجمة الصبح ) و ( نجمة المساء أيضاً ) . وكان العرب في جنوب فلسطين حتى القرن السابع يقدمون لها قرابين بشرية وذلك عند تلألؤ النجمة في السحر !!