-٥٨-
۱۲ - وفي عام ۲۰۱ ق . م أعاد انتيوخوس الثالث الكرة فقام يسعى لغزو مصر. ولم يلق أية مقاومة في سوريا وفلسطين إلى أن اقترب من غزة . فصدته هذه وقاومته مقاومة عنيفة ؛ ولم يستطع الاستيلاء عليها إلا بعد حصار طويل .
۱۳ - وقد حاول المصريون بعد ذلك بعام واحد أن يستردوا ما فقدوه في العام الذي قبله . ونالوا بعض النجاح ، واستولوا على غزة ، وعلى الشطر الأكبر من فلسطين . إلا انهم بعد حين ( ۱۹۸ ق . م ) أصيبوا بالفشل ، فاضطروا لأن يغادروا هذه البلاد ، بعد أن قطعوا كل أمل فيها . واصبحت منذ ذلك التاريخ تابعة لدولة السلوقيين في سوريا .
١٤ -- ولقد زوج انتيوخوس بنته كليوبترا إلى ولي عهد المملكة المصرية ، وكان يرمي من وراء هذا الزواج إلى تمهيد السبيل لعهد سلمي ثابت . وكهدية لها في عرسها أعطاها القسم الجنوبي من سوربا ، وكانت غزة أيمن قسم من هذه الهدية .
١٥ - وبعد وفاة كليو بترا قام اخوها ابيفانوس ( انتيوخوس الرابع ) ، الذي كان متربعاً فوق عرش أوربا ، يسعى لاسترداد هذه البلاد من مصر ، وإرجاعها إلى المملكة السورية . فحارب المصريين فعلا في جنوب غزة ، وتغلب عليهم ، واصبحت البلاد كلها، (مصر وسوريا ) ، خاضعة له . ولما خلا للسلوقيين الجو، وصفا لهم الامر أخذوا يفكرون في توطيد دعائم ملكهم . وكان هدفهم يومئذ إدخال الحضارة اليونانية للبلاد. فنجحوا في هذا المضمار إلى حد كبير . حتى انهم في عهد انتيوخوس الرابع هذا ) عام ١٧٤ ١٦٤ ق . م ) أكرهوا اليهود على أن يتركوا دينهم، وأن يعتنقوا الديانة اليونانية . وعهدوا بتنفيذ هذه السياسة إلى حكام منهم عرفوا بالشدة والبطش. فأدى ذلك إلى ثورة المسكابيين التي أتينا على ذكرها في غير هذا المكان .
١٦- وقد اضطر انتيوخوس الرابع بعد فترة قصيرة من الزمن للانسحاب من مصر ، يوم استولى على الملك بطليموس فيسقون .
۱۷- ظل النزاع قائماً بين أحفاد الاسكندر ، لا يكاد فريق منهم يستولي على البلاد فترة قصيرة من الزمن ، حتى يأتي الآخر فينتزعها منه . ودامت الحال على هذا المنوال إلى أن جاء الانباط وأخذوها منهم. ثم جاء الرومان وضموها إلى امبراطوريتهم المترامية الاطراف.