-٥٧-
الصلح بين الفريقين ، فأصبح انتيغونوس سيد غزة ، وسيد البلاد الساحلية كليا حتى مصر.
۹ - ثم جرت حروب عديدة بين مصر وسوريا، وبالأخرى بين البطالة والسلوقيين ، كانت نتيجتها أن أصبحت غزة والبلاد الفلسطينية الأخرى بلاد أمستقلة تابعة للبطالة في مصر .
۱۰ - عرف البطالسة بمراعاة أهل البلاد ، وعدم التدخل في عاداتهم وتقاليدهم. غير انهم انقلوا كاهلهم بالضرائب . ومما هو جدير بالذكر عن غزة في عهدهم أن بطليموس انتدب (۱) رجلا يهودياً يدعى ( يوسف بن طوبياس ) مديراً للمال ورئيساً للحياة (٢) في سوريا والبلاد الفينيقية . وخوله -- بناء على طلبه - سلطة واسعة، وارفقه بألني جندي مستأجر لهذه الغاية ، ليتمكن من تحصيل الضرائب بالقوة عند اللزوم . فأصبح مدير المال هذا هو الحاكم الفعلي المسيطر على جميع بلاد فلسطين وظل كذلك مدة ) ٢٢٢ - ٢٠٦ ق . م ) ذاق الناس خلالها من العيش . إذ أنه جمع الضرائب بالقوة من جميع البلاد دون أن يجد أية مقاومة، إلا في غزة ، فقد لاقى مقاومة شديدة. وكان سكانها يومئذ مزيجاً من العرب واليونانيين . فأتحد هؤلاء في العمل ، واجمعوا على كرهه ، وامطروه بوابل من الشتم والأذى . فأمر يوسف بقطع رؤوس عدد كبير من اغنيائهم وزعمائهم ، وصادر أموالهم وأملاكهم باسم الملك.
۱۱ - لم ينازع البطالة منازع حتى عام ۲۱۹ ق . م . عندما جاء ماغنوس ) انتيوخوس الثالث ( من سوريا ليحاربهم . فاحتل هذا غزة وحصنها تحصيناً منيعاً، واتخذها مقراً لحركاته الحربية ضد مصر . فجرت معارك دامية بين الفريقين انتیوخوس و بطليموس)، عند رفح . وكان ذلك عام ٢١٧ ق . م وكان النصر في هذه المعركة حليف بطليموس ، فاستولى على غزة والبلاد الفلسطينية كلها .
(١)* History of the Jews by Professor H. Graetz
(۲) وعلى قول المؤرخ يوسيفوس أن يوسف هذا العزم جميع الضرائب من جميع البلاد التزاما ، بعد ان حرض الملك بطليموس على زعماء البلاد وكان كل زعيم ورجل نافذ يلتزم اموال بلده ويقدم الدولة مبلغاً معيناً من المال :