١٥٥
ثم رحل من غزة في يوم الاثنين خامس عشر ربيع الآخر (۵۸۰۳) قاصداً الشام لمقاتلة جيش المغول ، ووقعت معركة بين طلائع الجيشين عند جبل الثلج . قتل فيها ابن تمرلنك وصهره ، وأسر عدد من أمرائه ، ومات خلتى كثير من جماعته بسبب الثلج . وفي جمادى الآخرة من السنة المذكورة رجع السلطان إلى مصر . ورافقه في رحلته هذه الخليفة وجماعة من النواب منهم نائب الشام ونائب صفد ونائب غزة وغيرهم من الامراء . وحضر معه نحو ألف مملوك.. وحضر مع كل أمير مملو كان من مماليكهم .
ويقال ان السلطان خرج من دمشق بسبب أن العسكر قد تغلبوا عليه ، وان من الأمراء كانوا قد انسحبوا من دمشق تحت ستر الليل . فخاف عاقبة الأمر، جماعة وخرج من دمشق . ولما وصل إلى غزة وجد الامراء الذين انسحبوا من دمشق هناك . وسبب انسحابهم انهم أرادوا أن يرجعوا إلى مصر قبل رجوع السلطان إليها ليسلطنوا فيها الأمير لاحين الحركي .
وفي عهد الملك الناصر ) فرج بن برقوق ( خامر الأمير صرق الظاهري نائب غزة ، وخرج عن الطاعة ( ٥٨٠٤ ) . فلما بلغ السلطان الخبر خلع على الأم الطبعا العثماني ، واستقر به نائب غزة عوضاً عن صرق . ثم بعد أيام حضر مقدم البريد ومعه سيف صرق ، وأخبر بأن أمير جرم مع عربان نابلس او قعوا مع صرق ؛ فانكر صرق ، وقتل في المعركة ، فأرسلوا سيفه إلى السلطان ، وصادروا أمواله
٢٥ - وفي سنة ( ٥٨١٠ ) خلع الملك الناصر على :
الأمير حكم العوضي واستقر به نائب حلب
الامير نوروز الحافظي واستقر به نائب الشام
لكن هذين الاثنين ما كادا يصلان إلى مقر الحكم حتى أعلنا العصيان . فتسلطن العوضي في حلب ، ولقب نفسه بالملك العادل ، وصار يحكم من الشام إلى الفرات وانتزعت يد الملك الناصر من البلاد الشامية والحلبية وصار حكمه لا يجاوز غزة . ولكنه قتل بعد برهة فخلفه في العصيان نوروز نائب الشام . ووافقه في عصيانه الأمير المحمودي نائب طرابلس . والتف حولها جماعة من النواب ، فسيطروا على البلاد الشامية كلها من غزة إلى الفرات. وصار بيد الملك الناصر مصر وأعمالها