١٥٤
غزة . فاجتمع النواب الثائرون ) وهم نواب دمشق وطرابلس وحماة وصفد وغزة ) ومعهم كثيرون من العربان في الرملة . ووقعت بين الفريقين معركة في مكان يسمى ( الجنين) كان النصر فيها حليف الملك الناصر فرج. فدخل هذا دمشق ظافر (۵۸۰۲). وفيا كانت أمور الدولة في الشام ومصر مختلة ، والامور فيها فوضى لا سائس لها ولا زاجر . جاء تيمورلنك (۱) (۸۰۳ ه ) وغزا الشام . وقد أتى إليها بجميع انواع المظالم . فهل بأهلها ما لا يوصف . وفي بحر مدة قصيرة أصبحت البلاد أطلالا بالية ورسوماً خالية . وقد هرب كثيرون من أهل الشام إلى الديار المصرية . ولكن العربان والعشائر نهبوهم في الطريق فجرى عليهم منهم ما لم يجر عليهم من عسكر تيمور لنك . حتى أنه لم يبق للسلطان قيمة . وأصبحت البلاد بلا راع يرعاها
لم يتمكن تيمورلنك من احتلال فلسطين. ذلك لأن الجراد كان قد انتشر فيها حتى أكل الناس أولادهم . فأصبح من المتعذر عليه تموين جيشه العظيم .
وقيل أن تيمور لنك أراد أن يفتح مصر ، فأرسل جماعة من قواده يكشفون له الطرق ، ووصل هؤلاء القواد إلى غزة ، بل إلى أبعد من غزة . ولما عادوا قصوا عليه ما رأوه فقال لهم : ( إن مصر لا تفتح من البر ، بل تحتاج إلى اسطول لتفتح من البحر ) . ولذلك صرف النظر عن فتح مصر . ونجت غزة من شره .
وقد هبط السلطان ( فرج بن برقوق ) بعدئذ غزة ، ومكث فيها بضعة أيام وخلع اثناء وجوده فيها (۲) على :
المقر السيفي تغرى بردى بن يشبعا واستقر به نائب الشام
المقر السيني اقبغا الجمالي واستقر به نائب طرابلس
المقر السيفي تمريغا المنجكي واستقر به نائب صفد
الأمير صدقة بن الطويل واستقر به نائب القدس الشريف
المقر السيني طولو بن علي شاه واستقر به نائب غزة
(١) أنه تيمورلنك ابن ترغاى بن ابغاى مؤسس مملكة المغول الثانية . معنى (تيمور)
الحديد و ( اللنك ( الأعرج أو الكسيح . ولد فى قرية ( خواجه ایلغار ( من أعمال كش
من مدن ما وراء النهر سنة ٧٣٧ ) ١٣٣٦م ) ومات فى ٥٨٠٧ - ٢٤٠٥ م ودفن
في سمرقند . وكان عهده كله عهد فتن وحروب . وكان سفاكاً للدماء
(۲) ابن اياس •