انتقل إلى المحتوى

صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/99

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٩٦ —

يقولون لي ما انت في كل بلدة وما تبتغي ؟ ما ابتغي جل ان يسمى ولكن وزن فعل اشهر .

ومن ذلك لفظة " فحسب » ['] فانها درجت في هذه الايام على السنة المصريين فتابعهم في استعمالها بعض السوريين وقد كانوا يستعملون لفظة فقط » . ومن ذلك النسبة الى طبيعة وبديهة ، فان السوريين يقولون فيهما طبيعي وبديهي جرياً على الاستعمال دون القياس، واما المصريون فجعلوا يقولون طبعي ولدهي" جرياً على القياس دون الاستعمال . ومن ذلك ان السوريين يقولون تمدن الرجل اي تخلق بأخلاق اهل المدن وانتقل من حالة الخشونة والبربرية والجهل الى حالة الظرف والانس والمعرفة ، اما المصريون فيقولون في ذلك تمدين ( راجع القاموس ) وهناك الفاظ وتعبيرات كثيرة انفرد بها احد الفريقين دون الآخر، مما تستطيع معه ان تعرف القول هل هو سوري ام مصري. بل قد تعدى هذا الاختلاف لغة الأدب والصحافة الى لغة العلم ، فاذا قابلت كتب سوريا في الطبيعة او الكيميا او الحساب او الجغرافيا اوغير ذلك بكتب مصر رأيت انه يكاد يكون هناك لغتان ، ولولا وحدة الأصل، و اعتبارات كثيرة تربطنا بذلك الأصل، فلا تخرج عنه الا رجعنا اليه لا تسعت مع الايام شقة الاختلاف الى ان تصبح اللغة العربية لغتين لا تكاد ان تتشابهان في شيء . [١] استعمالها ابن مالك في قوله في باب عطف النسق واتبعت لفظاً « فحسب، بل ولا لكن . كلم يبد أمرؤ المكن طلا