انتقل إلى المحتوى

صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/34

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٣١ —

وقد ورد في بعض لغات العرب كسر حرف المضارعة في باب افتتح بهمزة الوصل وعليه يروى قول الراجز . قلت لبواب لديه دارها تندن فانى حها وجارها 3 وقرى، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه واياك نستعين بكسر حرف المضارعة في الجميع ، ولا يزال حرف المضارعة يكسر في «إخال» على لغة طي..

ويقسم الفعل المضارع باعتبار آخره الى ثلاثة اقسام : الافعال الاربعة وهي الافعال المجردة عن علامة في الاخر وهى يفعل وتفعل وافعل ونفعل والافعال الخمسة وهي الافعال التي تلحقها الالف والواو والياء مع نون الاعراب وهي يفعلان تفعلان يفعلون تفعلون تفعلين، والفعلان وهما اللذان تلحقهما نون الاناث وهما يفعلن وتفعلن . وكلها معربة الا الفعلين ، وقد اختلف في اسباب اعرابها مما لاحاجة الى ذكره ، والحقيقة ان الاعراب لم يقع في الفعل المضارع الا عن تلاعب اللسان . فكان العرب يرفعونه وينصبونه ويجزمونه اتفاقاً ، ثم جعلوا يرفعونه في مواضع مخصوصة ، وينصبونه او يجزمونه في مواضع أخرى .. والفرق بينه وبين الاسم في الاعراب ان الاسم يخفض واما الفعل فيجزم ، فلماذا جزم بدلا من الخفض ، جزم بقصد التأكيد ولذلك جزم في الطلب نحو ليذهب ولا تذهب لان الجزم انسب للطلب وادل على التأكيد ، وانما جزم في النفي بلم ولما مع انه غير طلبي فلتأكيد النفي ، فلم يضرب ادل على التأكيد من ماضرب ولذلك سمي السكون في ليذهب ولا تذهب ولم يذهب جزماً اي قطعاً . فالسكون على الطاء في أطلب سكون وعلى الباء سكون وجزم وبعبارة أخرى ان السكون لفظني اي ابطال الحركة والجزم معنوي اي