انتقل إلى المحتوى

صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/15

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ١٢ —

ممدودتين مثل الواو في وضوء والياء في مسيء وقد تكونان حرفين مثل الواو في ثوب والياء في بيت فهما من الاشكال المشتركة بين الحروف والحركات، وهما تستعملان كعلامتي اعراب تارة باعتبار انهما حركتان وتارة باعتبار انهما حرفان، وعلى ذلك فالاسماء الخمسة من المعربات بالحركات لا بالحروف ، وجمع المذكر السالم والمثنى من المعربات بالحركات الا جمع المذكر السالم من المنقوص فانه يعرب بالحروف نحو جاء المصطفون ورأيت المصطفين ومررت بالمصطفين والا المثنى في حالتي النصب والخفض نحو رأيت الرجلين و سردرت بالرجلين. وعليه فجمع المذكر السالم والمثنى من المعربات بالحركات والحروف معاً لا بالحروف وحدها كما يقول النحاة. ومما يعرب بالحروف غير المثنى وجمع المذكر السالم المنقوص الأفعال الخمسة من الفعل المضارع فاثبات النون فيها يدل على حالة ، وحذفها يدل على حالة أخرى . ولا يعرب بالحركات القصيرة ، أي الضمة والفتحة والكسرة من الاسماء غير الاسم المفرد وجمع التكسير وجمع المؤنث السالم . ويستثنى من ذلك الاسماء الخمسة في حالة الاضافة الى غير ياء المتكلم فانها تعرب بالحركات الطويلة بدلا من الحركات القصيرة. ولعل السبب في ذلك ان اللغة العربية القديمة كانت تعرب بالواو والالف والياء مثل اللغة النبطية ثم استبدلت الحركات الطويلة بحركات قصيرة للتخفيف في كل الاسماء إلا في الاسماء الخمسة فكان ذلك فيها اثراً باقياً من ذلك العهد . واما الفعل فلا نتعرض له الان بل نترك الكلام عنه الى محاضرة أخرى . اذا عرفنا علامات الاعراب يبقى علينا ان نعرف صفة كل منها ، فالضم سواء كان بالضمة ام بالواو اقوى الحركات والفحمها ، والفتح سواة كان بالفتحة ام بالالف اخف الحركات لسهولة اخراج الصوت والفم مفتوح .