انتقل إلى المحتوى

صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/16

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ١٣ —

والخفض سواء كان بالكرة ام بالياء اثقل الحركات لما يقع من بين اخراج الصوت وخفضه، وقد تنبه النحاة الى شيء مثل هذا في مواضع مختلفة .. واللغات التي يكثر فيها الفهم تكون فخمة جزلة والتي يكثر فيها الفتح تكون خفيفة رشيقة ، والتي يكثر فيها الخفض تكون ثقيلة مستبشعة ولا تناسب الغناء لان رفع الصوت مع الضم أو الفتح اسهل منه مع الخفض ، ويكثر هذا الصوت في لغة دون ذاك لاسباب عديدة اهمها الاقليم، فالذين يسكنون الاماكن الباردة يميلون في الفاظهم الى الفم والخفض ، وبعبارة أخرى لا يفتحون افواههم خوف البرد والذين يسكنون الاماكن الحارة يميلون في الفاظهم الى الفتح استبراداً ، ولما كان العرب سكان قفر حار يعيشون في الهواء الطلق كثر الفتح في لغتهم سواء كان حركة بنائية ام حركة اعرابية ، وفي كل ذلك كلام لا يتسع لة المقام .. واما اذا كانت علامات الاعراب بالحروف فالواو في جمع الذكور السالم من المنقوص والالف في المثنى الفحم من الياء فيهما فعلامات الاعراب في الاسم تقسم بحسب ما تقدم الى ثلاثة اقسام قوية وخفيفة وثقيلة . لنأت الان الى البحث في الحالات الاعرابية .. يقول النحاة ان حالات الاسم الاعرابية ثلاث : رفع ونصب وخفض . لان الاسم لا يخلو ان يكون على رأيهم اما عمدة واما فضلة واما مشتركا بينهما، فحالة العمدة الرفع وحالة الفضلة النصب وحالة المشترك بينهما الخفض.. وماهي العمدة؟ قالوا هي مالا ينعقد الكلام بدونه كالفاعل في نحو قام زيد . وما هي الفضلة قالوا هي مازاد عن القدر المطلوب لانعقاد الكلام كالمفعول به في نحو ضرب زيد عمرا . وان لم يكن فضلة في المعنى لاحتياج العبارة اليه