بينما انا اسرح الطرف في صحيفة الأدب من «السياسة» الغراء اذ وقع نظري على مقالة لأحد أدباء فلسطين عنوانها « تطور اللغة في الفاظها واساليبها وهو موضوع طالما نازعني اليه خاطري وشعرت بافتقار الأدب العربي الى بحث واف بمكانه ، اذ كان كل دور من ادوار اللغة العربية سواء كان دور الجاهلية والمخضرمين او العهد الأموي أو العصر العباسي او القرون التي بعده لا يخلو من ديباجة خاصة تظهر على ألسن خطباء ذلك الدور وأقلام كتابه ، وان كان النصاب الأصلي للغة لايزال واحداً .. ولم ينحصر اختلاف الاسلوب وتداول طائفة خاصة من الألفاظ بالادوار والأعصار، بل انك لتجده بين الاقاليم والأمصار ، فالأندلس منزع يعرفه من الف مطالعة كتب ذلك القطر ، ولليمن مذهب لا يشبه مذهب المنشئين في العربية من فارس في كثير من الأمور ، ولمصر لهجة خاصة يعرف الناقد البصير منها نسبة مؤلف الكتاب ولو لم يكن اسمه عليه كما ترى ذلك من الف ليلة وليلة ، وللشام اسلوب يختلف شيئاً عن اسلوب اهل مصر في الكتابة وكثيراً في الحديث، كما ان للعراق نمطاً غير نمط الشام ومصر وهلم جرا . ولعلنا نلم بهذا الموضوع في وقت آخر. ولقد انعمت
رد الأمير نشر في جريدة السياسة الغراء في العدد ٣١٩ بتاريخ ٧ نوفمبر سنة ۱۹۲۳