انتقل إلى المحتوى

صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/102

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٩٩ —

ورسائلهم علمت انهم يميلون الى الايجاز، وانهم يكرهون التطويل الممل. بل ان عندهم نوعاً من الحذف يقال له « الاكتفاء ، فبدلاً من ان يقولوا لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، قالوا « لا حول ولا » ومنهم من يختصر هذه ايضاً فيقول « لا ولا » .. فما قولك في عصر كادت تتغلب فيه لغة التلغرافات . فلو كان الكاتب يدفع ثمن كل كلمة يقولها لما سلك من طرق الأداء الا اخصرها واوضحها . ولو كان ينقد عن كل كلمة يقولها لما وجد من يشتري له قولاً بل نحن في عصر تغلبت فيه روح الاقتصاد ، فاذا لم يراع الكاتب الاقتصاد فيما يكتبه في وقته ووقت القارى ، لم يجد من يقرأه .. بل نحن في عصر المعنى فيه الاول واللفظ المحل الثاني، وبعبارة أخرى اذا لم يرتكز الادب فيه على العلم فلا قيمة له .