انتقل إلى المحتوى

صفحة:مطالعات في اللغة والأدب ـ خليل السكاكيني.pdf/101

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
— ٩٨ —

تحويراً أو (١) ان يكون ذلك متابعة لماورد في بعض اقوال العرب من الترادف لضرورة كقول الشاعر : فالفى قولها كذباً وميناً » أو تقليداً لاحمد فارس الشدياق في كتابه « الساق على الساق .. ولكن احمد فارس لم يأت بالمترادفات لانه يذهب الى هذا النوع من الكتابة ، وانما اراد ان يضع كتاباً في المترادفات ككتاب الالفاظ الكتابية لعبد الرحمن بن عيسى الهمذاني ، فبدلاً من أن يسرد المترادفات لغير مناسبة ، اتى بها في سياق كلام ، على اعتقاد منه ان ذلك اشوق للقارىء .. ومهما يكن السبب فان هذا النوع من الكتابة غير طبيعي ، اوغير عربي. او على الاقل لا يستمرثه ذوق هذا العصر.

الكلام ثلاثة انواع : اما ان يكون مساوياً للمعنى المراد لا ينقص عنه ولا يزيد عليه وهو المساواة ، واما ان ينقص عنه وهو الايجاز ، واما ان يزيد عليه وهو الاطناب .. اما المساواة مقبولة مطلقاً ، واما الانجاز والاطناب فلهما مواطن وشروط نص عليها البيانيون. وليس في مانصوا عليه ما يجيز ان يكيل الكاتب المترادفات كيلاً .

وانت اذا تفقدت كلام العرب في اشعارهم و امثالهم وخطبهم (۱) معطوف على قولي وسبب ذلك أما قلة البضاعة ونزارة المادة الفكرية. وكان الأولى ان أجعل « اما» في . وضع « أو » لأن الأصل في «اما» ان لا تستعمل على اختلاف معانيها الا مكررة نحو اذهب اما راكباً واما ماشياً وان جاز الاستغناء عن الثانية بأو كما فعلت انا هنا كقول الشاعر وقد شفني ان لايزال يروعني خيالك اما طارق أو مغادياً وهو من شواهد التحو