وينامون مستريحين . مثل هؤلاء ليس لهم وجدان يعذبهم من الداخل ولا نجد من المسلمين من يجرؤ أن يعذبهم من الخارج لم نكن انطلق الكلام اطلاقا على العالم الإسلامي في هذا الموضوع ، فإن الأمة الافغانية مثلاً لا يمكن أحدا ان يخطب فيها في حب الأجانب علناً ويبقى حياً، والنجديون لا يوجد فيهم من يجرأ أن يمالى الاجانب على قومه ، والمصريون قد ارتقت تربيتهم السياسية كثيراً عن ذي قبل فأصبحت مجاهرة أحدهم بالميل للأجنبي أو تفضيل حكم الاجنبي خطراً عليه ، فأما في سائر بلاد الإسلام فمن شاء من المسلمين ان يخلع الرسن ويجاهر بالعصيان لعدو دينه و بلده فلا يخشى شراً ، ولا يحاذر قلقاً ولا أرقا أفلمثل هؤلاء يقول الله تعالى : وَعدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلَفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهُمُ الذِي أَرْتَضَى لَهُمْ ، وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (٢) حاشا لله تعالى ان يكون عنى بهؤلاء ( المسلمين ، الذين يخونون ملتهم D (۱) اما في فلسطين فقد تجرأ المجاهدون اخيراً على تعذيب الخائنين ولقي كثير من هؤلاء جزاء هم الاوفى وجاء الوقت الذي عرف فيه خائن قومه انه ) لا عاصم اليوم من أمر الله الا من رحم ) فعسى ان يكون في ذلك عظة وعبرة لسائر العالم الاسلامى (ش) . (۲) النور : ٥٥ .
79