انتقل إلى المحتوى

صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/64

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الانحطاط ولا شك أن المسلمين » الذين يبلغون هذه الدرجات من وتتركهم الأمة الإسلامية وشأنهم يلعبون بحقوقها يستحقون للاسلام التمحيص الذي هو فيه (۱) فإنما سمح الله بأن يستولي الاجانب على ديار المسلمين ويجعلوهم خولاً ، ويغتصبوا جميع حقوقهم تعليماً لهم وتهذيبا . وتصفية وتطهيراً كما يصفى الذهب الابريز بالنار قال الله تعالى : ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ و بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢) لقد أصبح الفساد إلى حد ان أكبر أعداء المسلمين هم المسلمون وان المسلم إذا أراد ان يخدم ملته او وطنه وقد يخشى ان يبوح بالسر من ذلك لأخيه إذ يحتمل أن يذهب هذا إلى الاجانب المحتلين فيقدم لهم بحق أخيه الوشاية التي يرجو بها بعض الزلفى . وقد يكون أمله بها فارغاً (٣) (۱) هكذا في الاصل ومعنى يستحقون هنا يستوجبون على قول الفارابي واللام في الاسلام للتقوية والمراد به المسلمون . والمعنى يستوجبون بجرائمهم تمحيص المسلمين في جملتهم ليميز الله الخبيث من الطيب. ويفسره ما بعده وهو مستنبط من قوله تعالى في سياق غزوة أحد : و الشخص الله الذينَ آمَنوا ويمحق الكافرين فليراجع السياق من سورة آل عمران وتفسيره المؤثر في الجزء الرابع من تفسير المناو (ر) . (٢) الروم ٤١ . (۳) لم يخل بلد من بلدان الاسلام من هؤلاء الخائنين الذين تجعلهم دول الاستعمار مطايا لها في الاستيلاء على تلك البلدان وهم يسعون بين ايديها في كل دسيسة ويدلونها على عورات المسلمين وما ينكرون انهم بهذا العمل يخونون انفسهم وما يشعرون أنهم أشبه بمن يصعد على الشجرة =

٦٦

٦٦