بين سلاطين الإسلام وبين تشديد الوطأة عليهم او ارهاف الحد فيهم ، وقد كان هذا من خطل الرأي ومن التقصير في جانب الشرع فان الشريعة الإسلامية لا تعرف نسباً ولا حسباً . فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُون (1) وان الله تعالى قد جعل التقوى فوق كل المناقب والمحامد وقرر ان من قصر به عمله لم ينهض به نسبه ومن المروي عن النبي : « إلا إن بعض آل بيتي يرون أنفسهم أولى الناس بي وليس الأمر كذلك . إنما أوليائي المتقون من كانوا وحيث كانوا . إلا اني لا أجيز لأهل بيتي أن يفسدوا ما أصلحت ... هذا حديث نقله انا خاتمة المحدثين المرحوم السيد بدر الدين الحسني المغربي الدمشقي وكيف كانت درجة ثبوته فهو مطابق لروح الشرع تتفجر معانيه من كل ناحية من الكتاب ولهذا كان سلاطين الإسلام من وقت الى آخر ينذرون من أمراء الحرمين من كانوا يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق . ولقد ذهب مثلاً ذلك الكتاب الذي كتبه أحد سلاطين مصر من المماليك إلى أحد أمراء مكة المكرمة وهو الذي يقول فيه : D اعلم ان الحسنة في نفسها حسنة وهي من بيت النبوة أحسن ، والسيئة في نفسها سيئة وهي من بيت النبوة أسوأ ، وقد بلغنا انك بدلت حرم (١) المؤمنون : ۱۰۱ .
١٥٤