انتقل إلى المحتوى

صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/153

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الامن بالخيفة ، وأتيت ما يحمر له الوجوه وتسود الصحيفة، فإن وقفت عند حدك وإلا أغمدنا فيك سيف جدك ) ولا ينبغى أن يفهم من هنا ان هؤلاء الأمراء لم يكن فيهم إلا من استحق هذا الوصف . كلا . فقد وجد فيهم الامراء العادلون إلا أنه قد بقيت مع الأسف أحوال الحجاز غير مستوية وأعراب البادية يسطون على الحجاج وليس لداء معرتهم علاج وكانت كل من الدولة العثمانية والدولة المصرية ترسل طوابير من الجند النظامي مصحوبة بالمدافع وسائر آلات القتال لأجل خفارة قوافل الحج وتؤدي الى زعماء القبائل الرواتب الوافرة وكل هذا لم يكن يمنع الأعراب من الدعار من تخطف الحجاج في كل فرصة تلوح لهم ومن لا يخاف الله وكثيراً ما كانت قافلة الحج تضطر الى الرجوع وقد فاتها الحج أو الزيارة بعد ان قصدوا ذلك من مكان سحيق وتكلفوا بذل الأموال وتجشموا مشاق الأسفار في البر والبحر فكانوا يذوبون من الشوق على ما فاتهم ويتحرقون من الوجد ويبكون بصيب الدمع والناس بأجمعهم يحوقلون ويقولون : ) ليس لها من دون الله كاشفة ( ذاهبين الى ان سطو الأعراب هؤلاء داء عضال لا تنفع فيه حيلة ولا وسيلة وقد عمت البلوى والى الله المشتكى . وهكذا توالت القرون والحقب والناس على هذا الاعتقاد لا يتزحزحون عنه الى ان آل أمر الحجاز الى الملك عبد العزيز بن سعود منذ بضع عشرة سنة فلم تمض سنة واحدة حتى انقلب الحجاز من مسبعة تزأر فيها الضواري في كل يوم بل في كل ساعة إلى مهد أمان وقرارة اطمئنان ، ينام فيها الأنام بملء الأجفان ولا يخشون سطوة عاد ولا غارة حاضر ولا باد ، وكأن أولئك الأعراب الذين روعوا الحجيج مدة قرون وأحقاب لم يكونوا في الدنيا وكأن هاتيك الذئاب الطلس تحولت الى حملان فلا نهب ولا سلب ولا قتل ولا ضرب ، ولو شاءت الفتاة البكر الآن ان تذهب من مكة إلى المدينة أو من

100

١٥٥