انتقل إلى المحتوى

صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/143

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قال : على فرض وجد المال فان دون انشاء الخط موانع طبيعية يتعذر التغلب عليها فان السكة يلزم لها ماء في كل محطة والماء لا يوجد إلا في محطات معدودة وان انشأنا صهاريج تملأ نماء المطر لم يؤمن ان الحرارة في الصيف تنشف بشدتها مياه الصهاريج وهناك صعوبة أخرى وهي ان الخط سيمتد في أمكنة كلها رمال وقد تهب الرياح السافياء فتأتي برمال تغطي الخط ولا يمكن منع ذلك إلا بزرع الحلفاء والقصب والطرفاء وكل هذا يلزمة ماء حتى ينمو واين الماء من تلك الأراضي ؟ هذا كان كلام المهندس الكبير لي من جهة الطبيعة . ثم ذكر الخطر الواقع على الخط من اعراب البادية . فأما أنا فكنت معتقداً خلاف اعتقاد الآخرين قائلاً بأن ليس ثمة صعوبات لا يستطاع تذليلها وكنت من الذين ينددون بالمتشائمين والمتهكمين ونظمت في هذا المشروع قصيدة احث بها الأمة على التبرع لأجله وتبرعت انا من جيبي بخمسة عشر جنيهاً وذكرت ما سيكون لهذا الخط من الفوائد العمرانية والاقتصادية والعسكرية فضلا عن تسهيل الحج الذي هو هدفه الأسمى وكان مطلع قصيدتي : ألَا يَا بَنِي الإِسْلَام هَلْ مِنْ مُسَاعِد لفعل سَمَاوي المثوبة ماجد فلما طبعت القصيدة ونشرتها سلقني الكثيرون من أولئك الغربان بألسنة حداد وكأني كفرت في تنويهي بمشروع يربط الشام بالحجاز ويختصر المسافة بينها على الحجاج من ٤٠ يوماً الى أربعة أيام وهزأوا ما شاؤوا وتمنطقوا بقدر ما أرادوا . ولكن كل تلك الفلسفة لم تجدهم فتيلا ونجز الخط الحديدي من دمشق الى المدينة المنورة وهي مسافة الف واربعمائة كيلومتر ولولا خلع (1.)

١٤٥

١٤٥