التي كانوا غلبوا عليها شيئاً فشيئاً ، وذلك بفتور الهمم ، ودبيب الفساد الى. الاخلاق ، ونبذ عزائم الدين ، واتباع شهوات الأنفس وأشد ما ابتلوا به التنافس على الامارات والرئاسات ، - ولا سيما بين القيسية واليمانية - مما لولاه لدانت لهم القارة الاوروبية بأجمعها ، وكانت الآن عربية كما هو المغرب. فالمصائب التي حلت بالمسلمين إنما هي مما صنعته أيديهم ، ومما عادوا به عن النهج السوي الذي أوضحه لهم القرآن الذي لما كانوا عاملين بمحكم آيه علوا وظهروا وكانت لهم الدول والطوائل ، فلها ضعف عملهم به وصاروا يقرؤونه بدون عمل ، وانقادوا الى اهواء أنفسهم من دونه ، ذهبت ريحهم ، وولى السلطان الاكبر الذي كان لهم ، وانتقصت الاعداء اطراف بلادهم ، ثم قصدوا الى أوساطها وما زال الاعداء يفتحون من بلدان الإسلام حتى أصبح ثلاثمائة مليون مسلم تحت ولاية الاجانب ولم يبق في العالم سوى ۷۰ او ۸۰ مليون مسلم نقدر أن نقول انهم تحت ولاية أنفسهم . ولنضرب الآن بعض أمثلة عن . إذ كانت ( بضدها تتبين الأشياء » . اليونان والرومان قبل النصرانية وبعدها الأخرى لأجل المقابلة بيننا وبينهم كان اليونانيون قبل النصرانية أرقى أمم الأرض أو من أرقى أمم الارض ، وكانوا واضعي أسس الفلسفة ، وحاملي ألوية الآداب والمعارف، و نبع منهم من لا يزالون مصابيح البشرية في العلم والفلسفة إلى يوم الناس هذا وكان الاسكندر المقدوني أعظم فاتح عرفه التاريخ أو من أعظم الفاتحين الذين عرفهم التاريخ ، حاملاً للأدب اليوناني ، ناشراً لثقافة اليونان بين الأمم التي غلب عليها . وما كانت دولة البطالسة التي لمعت في الاسكندرية بعلومها
١٢٥