التعليم في المدارس الانكليزية في الحياة الحقيقية أريد استعمال الاشياء والوقوف على منفعتها في الهيئـة الاجتماعية . كذالك تحتاج العابنا الى الاصلاح كما يجب اصلاح طرق الشغل فان الافراط في العمل حاصل كالا فراط في الدرس . غير أن الاصلاح صعب لخضوع مدارسنا الى تأثير المدارس الكلية التي تأخذ طلبتها من تلامذتنا . وتلك المدارس الكلية غير متمكنة من نفسها شأن جميع المجتمعات القديمة . كأن عاملا خفيا يحوم فوق رؤس نظارها ومعلميها ولا أراه الا تمسكهم بالتقاليد القديمة والعوائد السابقة وهي أشد قوة من القوة نفسها ) ولما سألته وكيف حينئذ يتأتي لمدرستكم أن تغير هذا التعليم أجابني ( أن غرضنا هو الوصول الى تربية جميع الملكات الانسانية على نسبة واحدة إذ يجب أن يصير الطفل رجلا كاملا حتى يكون قادراً على الوصول الى الغرض المقصود من الحياة ، لذلك ينبغي أن لا تكون المدرسة وسطاً صناعياً لا يخالط فيه الطالب الحياة الا بالكتاب . بل ينبغي أن تكون وسطاً عملياً يقرب بين الطفل وبين طبيعة الاشياء وحقيقتها بقدر الامكان . فلا يتعلم العلم وحده بل يصطحب العلم بالعمل اذ هما أمران يجب أن يكونا متلازمين في المدرسة كتلازمهما في الخارج حتى اذا خرج الشاب في الحياة لايخيل له أنه يدخل في عالم جديد لم يتأهب اليـه وحتى لا يصبح في حيرة لا يدرى أبن قبلة الاعمال . ذلك لان الانسان ليس عقلا مجرداً عن المادة بل هو عقل يلازمه الجسم . فيجب أن تعم التربية همته وارادته وقوته المادية ومهارته اليدوية وخفته في حركاته ) وكلما أوغل الدكتور ريدي في حديثه ازددت الماما بالغرض الذي قصده من مدرسته . غير أني لم أقف عليه تماما ۸۲
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/90
المظهر