سر تقدم الانكليز السكسونيين الطويل حتى تلوح عليهم علائم الاحتفال والترفع كرجل مقتنع بأنه ذو سلطة روحية يريد أن يظهرها . يمشون ببطئ متجهمين . ويكثرون في حديثهم من القواعد والجمل التي تليق بتربية عقل الشبان ولبهـم . وقد بلغت منهم الأنفة منتهاها لكني وجدت الرجل الذي قبض على يدى بشدة على خلاف ذلك بالمرة . فهو أشبه برجل يزاول الاعمال الشاقة طويل القامة نحيف الجسم . قوى العضلات . تركيب يوافق جميع الاعمال التي تقتضى سرعة الحركة واللين والاقدام . بلباس يوافق تلك الصفات كا نه سائح انجليزي . فقد ارتدى ثوباً ( سترة ) صغيرة من الجوخ رمادي اللون في وسطها حزام . ثم سراويل قصيرة . وشرابا طويلا ينثنى تحت الركبة وحذاء متينا . وعلى رأسه قلنوسة صغيرة وقد وصفته لأن هيئته تمثل المدرسة التي سأشرح حالها للقراء . فالرجل مثال العمل بالتمام ولما كان اليوم الموعود وهو يوم السبت حيث الدروس معطلة ركبت الدكتور ( ريدي ) في احدى العربات المخصصة لنزهة أعضاء تلك المدرسة . وقضى مسافة الطريق ووقتاً كبيراً من النهار يشرح لى حالتها و نظامها ويجيبنى على ما كنت أسأل عنه ويسألنى عما يريد . ومما قاله لى ( أن التعليم الحالى لم يعد موافقا لظروف الحياة العصرية فانه يربى رجالا هم اليق بالماضى منهم بالزمن الحاضر . وأكثر شباننا يقتلون قسما كبيرا من وقتهم في درس اللغات المندثرة ولن يستعملها النزر اليسير منهم في حياته الا قليلا . وعلى العكس من ذلك يكادون أن يمروا كالخيال في تعلم اللغات العصرية والعلوم الطبيعية . ثم يمضون على جهل تام بجميع ماتجب معرفته ۸۱
