سر تقدم الانكليز السكسونيين لذلك طلبت منه ان يبين لي كيف يشتغل الطلبة في يومهم ساعة فساعة ولما أحرزت جوابه ووعيت بيانه وضح لى المراد وأدركت حقيقة نظام تلك المدرسة وسأذكره فيما بعد . ثم انتهى بنا المسير الى كنيسة ( دو نفر ملين ) وخرجنا منها الى منزل أحد الموسرين لتناول الشاي اسمه موسيو ( هنری بيفردج ) وهو من قراء مجلتنا ( العلم الاجتماعي ) ومن المواظبين على سماع درسنا منذ ثلاث سنين وقد رغب الى ان أقيم عنده الى موعد شروعي في القاء خطبي يوم الاثنين صباحا . فسألته اذا كان يعرف شيئا عن مدرسة الدكتور ( ريدى ) فأجابنى انه زارها وانه سيرسل ابنه الأول اليها بعد شهرين وعمره الآن ثلاث عشرة سنة وانه لم يكتف بزيارتها بل كتب الى كثيرين يسألهم رأيهم عن تعليم أبنائهم فيها فأجمعوا على استحسانها وفوائدها . ثم قدم الى رسائلهم واليك نصها سيدي العزيز مکث ابنی سنة ونصفاً في مدرسة (ابو تصولم ) وكان عمره خمس عشرة سنة . وقد ازداد عقله فيها أكثر مما ناله في المدارس الاخرى وترعرع جسمه ، وزكت أخلاقه . وسررت جداً من نتيجة تعلمه . أما الدكتور ( ريدى ) فرجل قوى الاستقلال . ولدمربيا . وعندى ان طريقة التعليم في تلك المدرسة ومبادئها جيدة . وكان ابني يحبها ويميل الى أعمالها التلامذة مثله . وهي كاملة من الجهة الادية . وفي اعتقادي وأظن ان جميع انكم لا تجدون أحسن منها لتربية نجلكم وهذا كتاب آخر . ۸۳ .
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/91
المظهر