۲۹۰ الوطنية في رأى الانكليز السكسونيين القديم الا للخدم فى مكاتب الشرطة ومن الصعب عليه ان يعود زراعا أو أجيراً كما كان قبل ان يصير جنديا لانه يرى تلك الأعمال شاقة عليه فثبت ان مدة اقامته فى ثكنة العساكر أضعفت عزيمته وأوهنت قواه الادبية كذلك يتأثر الضابط من ذلك الوسط تأثيراً ليس حميداً ومنهم من يشتغلون فينجون من عدوى الثكنات بعض النجاة ولكنهم لا يفضلون غيرهم من الناس الذين يكدون على رزقهم . ومنهم من لا يعمل عملا أبداً ويكتفون باداء الواجبات العسكرية دون غيرها وأولئك تراهم يقضون أوقات فراغهم الطويلة فى القهاوى أو المقامرة أو استنشاق الهواء أو الزيارات أو الملاهي والملاذ . وليس في هذه الاعمال كلها ما يرفع درجتهم الادبية فوق درجة أقل الناس ولا شك فى ان الامم التي لم تحفل بالجندية والوظائف الادارية أرفع منزلة في الآداب من التي بسطنا الكلام عليها لان شبانها لا يجدون في العسكرية أو المصالح الاميرية مقاعد يتكئون عليها بلا تعب ولا عناء بل يضطرون في تحصيل رزقهم الى الاحتراف بالصنائع الجارية وهذه تقتضى اقداما أوفر وعزما أوفى وفيها السراء والضراء وتبعتها أكبر ولكنها في كدهم هذا لتحصيل عيشهم وايواء عائلاتهم يجدون همة وقدرة أدبيتين لا يجدهما من تيسر رزقه وعاش كسولا رابعا لانها تساعد على انتشار الامة وسهولة تعود افرادها على الاقامة في انحاء المسكونة فبينما نحن الفرنساويين نجتهد في احياء المواطف الوطنية التي تولاها الانحطاط في ارجاء البلاد كلها باستعراض الجيوش جميع
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/298
المظهر