٢٦٠ الانكليز أبعد الامم عن مذهب الاشتراكيين اذ ذاك تنتصب أمامهم العقبة الثانية ولا غالب لها فتسد في وجههم الطريق سداً مكينا وهي السبب الثاني الذي بقى الكلام عليه لعينه على الثاني اذا تم فوز الاشتراكيين بما يشتهون لا يلبثون أن يروا جميع نتائج النشأة الاتكالية قديما وحديثا بادية بين جموعهم الاشتراكية عملا بسنة العلة بذاتها تنتج المعلول بذاته أبدا . ويكون فعل تلك النتائج في الناس أشدلان النظام الذي يطلبه الاشتراكيون الالمانيون أقسى وأحرج من الذى عرفناه عن زمن الفراعنة فى الامة المصرية . هنالك يستولى الضعف دعائم تلك الامم ويدخل الانحلال الى أعصابها الحيوية وهو الذي رمى بامم الزمن القديم بين يدى الرومان . نعم لسنا نخاف اليوم من الرومان الا انه يوجد في طريق الامم الاشتراكية خصم أشد بأسا وأصعب مراسا وهو الجنس الانكليزى السكونى الذى هم بالاستيلاء على الدنيا بما أوتيه من نمو همة افراده الى الحد المستطاع . أصحيح بعد هذا أن الزمن مناسب لبث روح مذهب الاشتراكيين بين الامم وكيف يخطر بالبال أن تلك العقول النيرة لاتجد من الاصلاح ما تشير به علينا الا نظام الشرق مع زيادة في القيود وتشديد في التعاليم وأنهم يختارون لتقديم هذه المشورة ذلك اليوم الذي بلغت فيه قوة الغرب على الشرق منتهاها . أجل لن تبطئ عنهم نتيجة عملهم هذا وقد نبأنا بها التاريخ على أن ما يجرى اليوم كاف للدلالة عليها يجرى اليوم أن أمم الغرب تحتل سائدة أمم الشرق وتنشئ فيها المستعمرات وتقيم الحكومات أو تضمها الى املاكها ضم الاتحتاج فيه الى مشورة
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/268
المظهر