المعيشة المنزلية تساعد على نجاح الانكليز الساط لانه وان صرف فليس بضائع سدى وانما هو يستغل بربح جزيل لا يقدر ثلاثة في المائة بل بمائة في المائة لكونه يستعمل في زيادة القوة على العمل · ترى ان ذلك الصانع الذي اشترى أثاث غرفة الطعام أو آلة الطرب أو يتمتع بما اقتنى من ساعته وكل يوم . ثم قرب بين تمتع رجلين اقتصد أحدها مائة من الفرنكات ولا يربح الاثلاثة في كل عام واقتصـد الآخر مثلها فاقتنى بها ما تاقت نفسه اليه ليجعل بيته محبوبا لديه وليتمتع به في كل حين . ذلك فرق عظيم . ذلك فوز يشجعه الى كد جـد يد ليسكن بيتـا أوسع وللراحة ادعى أو ليزيد في نظام مسكنه وتجميله وهو كلما حسن في مسكنه دب وراء تحسين جديد أرفع ذوقا وأحكم صنعا وأصبح يتأنق في الرغائب وهي تزداد في كل حين ولا سبيل له في ارضائها الا بعمله فيعمل بجد يترقى . ولما كانت القدرة على الجد المتناهي من خصائص رجل الاستقلال وهي التي تميزه عن رجل الاتكال كان هذا الذي شرحنا حاله يتقدم نحو النشأة الاستقلالية وثبت ان طريقة السكني هي أول بادرة من بوادر الترقى المذكور الثالثة طريقة السكني المذكورة تهي الرجل الى أن يصير مهذبا انی استلفت القراء بنوع خاص الى هذه النتيجة الثالثة لأنها أهم في تمييز النشأة الاستقلالية والتفريق بينها وبين النشأة الاتكالية ولم نبدأ بذكرها لان تقريرها كان متوقفا على ما تقدم من الكلام في ملجأ الانكليز السكسوني من لوازم النشأة الاتكالية وجود طبقات في الامة تمتاز كل واحدة ۱۹۲
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/200
المظهر