سر تقدم الانكليز السكسونيين منها على البقية امتيازاً تاماً . ومن الصعب أن ينتقل الانسان في تلك الامم من مرتبة وضيعة الى أرفع منها فلا يسهل على الاجير أن يصل الى درجة الا واسط واذا وصل اليها بما كسب من المال فأنه يبقي أجيراً في ازيائه وعادته واذواقه وكيفية معيشته فهو لا يترفه بالسهولة ولا يترقق بالسهولة . والسر في هذا ان ارتقاءه مسبب عن اقتصاده وقد بينت فيما سبق علة هـذا الاقتصاد وزد عليـه أن الاقتصاد لا يتأتى الا لمن يعيش في مسكنه عيشة ضيقة يحرم فيها نفسه من كل شيء فيقتصد من مسكنه ويقتر في ملبسه ويقلل من أثاث بيته وينقص من مصرف رياضته والذي تحرز الثروة عاجلا هو الذي يقتصد كثيراً اي الذي يعيش حقيراً ومتي وصل الى الثروة رأيته استمر على المعيشة حقيراً لان العادة صارت حاجـة بل أقول صارت مطلباً ۱۹۳ رأيت في الاقاليم رجلا بمثل هؤلاء القوم بدأ منذ اربعين عاماً بصنعة بياع متحوط وكان يبيع السياط وما يتعلق بالسروجية على عربة يد ينتقل بها من قرية الى أخرى فلما اجتمع في يده مبلغ من المال اشتري مسبكا صغيراً يدار بقوة الماء وجعل يصنع بنفسه اللجم والمشابك وجميع الأنواع التي تصنع من الحديد أو ما شابه للسروج . وقد عرفته في آخر حياته فوجدت عنده اربعين صانعاً واشترى من الاطيان ما يبلغ مائة هيكتو لتر وثلاثة بيوت أو اربعة في القرى المجاورة لمسكنه وصار لديه مال عظيم لادارة حركة المسبك . وقد توفى قريبا وتبعته زوجته ولم يتركا عقباً وقدرن ثروته باربعمائة أو خمسمائة الف فرنك قسمت بين أبناء اخوته . وعـاش هـذا – ٢٥
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/201
المظهر