سر تقدم الانكليز السكسونيين يزيد في همته تحت تأثير ما اتجهت اليه رغبته ويتفنن في أساليب العمل بما يسه لاستزادة راتبه . وما الوف العملة الذين يحضرون دروس جمعية توسيع نطاق التعليم في انكلترا والولايات المتحدة بثمن يدفعونه من كسبهم الا امثلة حية تدل على ذلك الميل نحو الكد والعمل فهم لا يحجمون أمام ذلك الاشتغال الزائد على ماهم فيه لطمعهم في نوال حال احسن وعيشة ارضي رب قائل يقول ان روح الاقتصاد الذي امتاز به الكثير من عمالنا هو ايضا من موجبات الحث على العمل والاجتهاد وهو مسلم الا انه باعث اقل عزما وأصغر تأثيراً لان الرجل الذي يدخر لاولاده يعمل لاجل بعيد ولغيره وذلك الغير لا يجنى ثمرة العمل الا بعد وفاة صاحبه ولا يقدم على ذلك الا من بلغت الشجاعة من نفسه حد الاستقلال وتلك فضيلة قلما توجد بين الناس فان ادخر الرجل لنفسه كي يشتغل ما ادخر أدركه الملل سريعا خصوصا اذا كان من العمال بما يتصوره من جسامة ما يجب ادخاره حتى يزيد في ايراده زيادة محسوسة فكم من الايام ينبغي له ان يعمل ليكنز مائة من الفرنكات على ان ذلك المبلغ لا يفيده من الربح الا ثلاثة فرنكات في السنة وهي نتيجة تظهر امام عينيه صغيرة بعيدة الامد ويراها لا تساوي المتاعب التي تبذل في سبيلها . انظر الى النظامات التي تخترع كل يوم لانماء حركة الاقتصاد عند الفعلة وتأمل كيف ان الربح منها يسير وانظر الى الفاعل الانكليزي السكسوني تره يدخر في تنظيم بيته وتوفير موجبات الراحة فيه مالا أكثر كثيراً من دون ان يستعين بالحكومة أو يكون له من احتفائها به باعث أو مشجع . لاتقل ان ذلك مال مصروف لا مدخر ۱۹۱
