التربية الانكليزية تساعد على التزاحم في الحياة الرجل من الانكليز سخي في الانفاق على نفسه حتى يحصل أكبر حظ ميسور من العيش والرغد ثم يستغل مافاض عنده بنفسه ولقد ظهرت فينا آثار تعودنا على التوفير والمعيشة مضيقة فلا نزال نحافظ على تلك العوائد ولو بلغ الواحد منا مبلغا من الثروة والمال ذلك لان العادة لاتزول فنكتفى ببيت له من النظام اليسير وترضى بالزينة العرضية القليلة اللهم ان لم تفضل معيشة أهل « نورمانديه » الذين لا يبتغون الخروج من تعاستهم مهما كسبوا ان في طبقات العملة منا استعداداً لتحصيل المال بالاقتصاد والتوفير ولكنهم لا استعداد فيهم الى الارتقاء من حيث الأحوال الاجتماعية أي أنهم لا يذوقون حلاوة عيشة السعة الراضية ولا يدركون لذة نظام المنزل وكمال موجبات الراحة فيه 164 بعد الفراغ من قراءة الدرس ذات يوم ركبت مع بعضهم عربة وقصدنا زيارة عائلة تسكن في ضواحي ايدنبورج حيث أعد لنا طعام الظهر وكنت میالا كثيراً لزيارة تلك العائلة لانها من قراء مجلة العلم الاجتماعي اذوجدتها فرصة أقف بها على تأثير تعاليمنا في أذهان الانكليز . فلما قربنا من المنزل وجدناه مشيداً على مرتفع عظيم وقدجمع من الزخرف وحسن الترتيب شيئا كثيراً والعائلة تتألف من زوجين في ريعان الشباب و والد الزوج وثلاثة أولاد فيما أظن وكلهم يسكنون السنة بأكملها في الخلاء على مسافة ستة كيلو مترات من ايد نبورج . وقد شاهدت في الطريق مساكن كثيرة قيل لى انها مسكونة على الدوام وسكن الخلاء على الدوام حتى في الشتاء عادة من عادات الانكليز
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/172
المظهر