سر تقدم الانكليز السكسونيين فقد أخبرتني فتاة على وشك الزواج انها ستسكن الضاحية وان كانت أشغال زوجها تستدعيه كل يوم الى المدينة . ومما يدهشنا نحن الفرنساويين قولها انها ترى ذلك ألذ وأهنأ اذ يخلص الانسان من جميع القيود ويجد معدات الراحة ولوازم الرغد كاملة. وفى ظنى ان الاستقلال ورغد المعيشة ها القطب الذي ترمى اليه أفكار الانكليز وتنتجه نحوه أعمالهم كلها في هذه الدنيـا لذلك تراهم يرتاحون في العزلة والاقتصار على ماقل من الأصحاب وفي ذلك للأمة من القوة مالا يخفى . ولمادنونا من المنزل قو بلنا بحفاوة واكرام اثرا عندي أي تأثير كانني كنت لهم صديقا عرفوا مبادئه ووافقوه عليها . والواقع ان العلم الاجتماعي لا يدخل أمخاخ الانكليز كما يعلق بأذهان الفرنساويين والفرق بين الامتين في ادراكه يرجع الى ان الفرنساوى يقرأه ليبحث فيه عن طريقة تنتظم بها أحوال المجتمع الانساني بأكمله وأما الانكليزي فانه يستهديه طريقة يسير هو عليها بين الناس وميـل كل أمة يناسب نشأتها فنحن أهل النشأة الاتكالية نصبو الى الافكار العمومية والانكليز أهل النشأة الاستقلالية يميلون الى الامور العملية المفيدة . هكذا فهم أهل الدار التي نحن فيها العلم الاجتماعي والتمسوامنه بابا للمعيشة وهم من أرباب الاملاك الواسعة أجروها لآخرين الى زمن بنتهى هذا العام وقد عولوا على عدم تجديد الايجار وان يتخذوا أرضهم مقاما لان الرجل يريد ان يدير أملاكه بنفسه . وحتى يأتي الاجل المعلوم تراه مشتغلا بالاستعداد وأخـذ الاهبة بمزاولة العمل فيقضى يومه طول النهار في عزبة صديق بجاورة حيث يشاهد أعمال الزراعة ويتعرف طرقها والكتاب في يده والتطبيق بين يديه . 165
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/173
المظهر