سر تقدم الانجليز السكسونيين أرفع منها لا على ما يدخره من اجره اليومي . وله في الواقع فراسة وحذق في الارتقاء فلا يضيع فرصة الترقى متى سنحت وهذا هو السبب في أنه لا لايحجم عن التغرب ولا يخاف الهجرة عن بلده اذا رأى الضررة القائمة كما يدل عليه عدد الذين يهاجرون الي جميع الاقطار من الانكليز السكسونيين و همه مستقبله ليس الا في ادخار بعض الشئ لارملته بعد وفاته لذلك يميل الانكليز الى التأمين على الحياة كثيراً وهذا هو السر في انتشار شركات التأمين المذكورة في انكلترا والولايات المتحدة انتشاراً كبيراً وفيما تقدم برهان جديد على مالا صحاب هذه النشأة من الاستعداد للتقدم والترقى واهم منه أن الرجل في هذه البلاد مهما صغر وكان حقيراً يعيش عيشة أحسن من معيشة اهل القارة الاوروباوية وفي راحة من حيث نظام البيت أوفى وفى كرامة كما يقول الانكليز أوفر وبالجملة فانه لا ينقص عامل هذه البلاد في الريف او الحضر الا يسير جداً ليصبح في الظاهر بل ويجوز أن يصبح في الحقيقة أيضاً من ذوى الحيثيات الذين عرفوا النعمة منذ نعومة الاظفار فبذور التنعم مغروسة عنده وحالته في الظاهر تدل على ميله اليه وطمعه فيه لانه يفضل أن ينفق ليعيش في سعة علي أن يقتر ويعيش شقيا اما عندنا فالفضيلة الكبرى هي التوفير والادخار ولا تقدم لنا الا بالتقتير والحرمان لذلك يرضى الرجل منا بما يعافه الانكليزي فمرتبات موظفى الحكومة عندنا من كل الطبقات أدنى من مرتبات الانكليز ومع ذلك فكثير من الموظفين الفرنساويين يدخرون جانبا من مرتبهم الزهيد . لكن 163
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/171
المظهر