سر تقدم الانكليز السكسونيين المعلمين والمتعلمين وغير ذلك . وبالجملة كانت الافكار متجهة الى المحافظة على طرق المعيشة المألوفة . ومن أجل هذا كانت التربية موافقة لمقتضيات الزمان تعلم الشبان ما تعلمه آباؤهم وتهيئهم الى ما عرفه الماضي من الاعمال و بقيت كذلك تنتج النتائج الحسنة زمنا طويلا . أما الآن فقد تغيرت الازمان و تبدلت احوال الاجتماع الانساني وصار العامل يشتغل في مصانع كبيرة بآلات ضخمة ويبيع ساعه في طرفي المسكونة وكل يوم يزداد عدد الطلاب وطرق العمل تتغير في كل حين تبعا لتقدم العلوم . وقام الجديد مقام التقليد والاتباع واشتدت المزاحمة ووجب على الصناع تفاديا من شرها ان يبحثوا دائما عن طرق تمكنهم من اكثار سلعهم او تحسينها أو تخفيض اثمانها . وتحولت المعيشة من هدو واستقرار الى حركة وتجديد واختراع ومن أهم ما تجب ملاحظته انه ليس في وسعنا اختيار احدى الحالتين لان الحالة الجديدة صارت ضربة لا مفر منها ومعلوم ان تغير طرق المعيشة يستلزم تغيير حالة العالم باجمعه . ومن هنا تولدت المسئلة المعروفة الآن بالمسئلة الاجتماعية وهي عبارة عن البحث في وسائل الحياة ۱۰۹ والسبب في ظهور هذه الحالة الجديدة ظهور العلوم الطبيعية التي لم يقف العلماء على منتهاها بل هي لاتزال في مباديها كما يراه ويشهد به کل انسان . فمن ذلك الحين انحدر المجتمع الانسانى في طريق تبدل احواله المادية انحداراً لا يقاوم وانحلت الجامعة بين الحاضر والماضي لما اعتاد هـذا من البقاء على حالته الاولى ولما اضطر اليه ذاك من ايجاد الوسائل التي تمكنه
