۱۰۸ كيف ينبغي أن نربى أولادنا ويجعلون لهم مرتزقا . هذا خذلان لا نتخلص منه ومهواة لانتحرز منها الا بالعلم الاجتماعي . نقول ذلك لان الخذلان موجود فالناس محمر وجوههم من هذه الحال ثم يغضبون ثم يرون الجو مظلماً ويقولون ان روحا خبيثة انتشرت في العالم وان الناس جبنوا فتركوا المبادىء الصحيحة ثم يشتد الغضب فيصخبون ولكنهم يبقون على ما كانوا عليه معتقدين انه هو الذي يجب الرجوع اليه فيخيبون خيبة كاملة أما العلم | ا العلم الاجتماعي فهو أكبر اعتدالا وأصدق مقالا" مختبر الحوادث ويقارنها ببعضها ويميز اشكالها ويعلم الناس ان العالم منتقل من حال الى حال احسن منه غير موقت بل دائمى . وهذا الانتقال يفصل الدهر الى قسمين ماض ومستقبل وهو الذي ریم اسباب الحرج الحاضر ووجهته وغايته وانه حرج لا يشابه غيره من بعض الوجوه فمن تلك الاسباب تغير طرق الكسب والمواصلات على الدوام اعنى تغير طرق المعيشة ، لان العامل كان في الماضي يعمل في مصنع صغير ر أو في بيته أو بيت المصنوع له وكان المقبلون على سلعه قليلين لا يخرجون عن اهل قريته وكان صنعه في الغالب يدويا أو بآلات صغيرة وكانت طرق العمل واحدة يتلقاها الخلف عن السلف وكان الجديد في الصنع معدوما ً او نادراً ولم يكن من مسابقة الا بين المتجاورين لان طرق المواصلات كانت قاصرة لا تساعد على تسفير المصنوعات الى البلاد القاصية وجلب غيرها منها وكانت المنافسة ضعيفة لما الفوه في ذلك الزمن من وضع النظامات التي لا تجعل للنزاحم محلا حيث تقررت طرق العمل وتحدد عدد
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/116
المظهر