كيف ينبغي أن نزبي أولادنا من استخدام تلك التقلبات في فائدته ورفع مضارها عنـه والفرق بين الزمنين كالفرق بين الجندي الذي يحارب من داخل الحصن والجندي الذي يحارب في البيـداء وهو فرق جسيم كلى . وليس بصحيح . انه شحة ميل الناس الى الشر في هذه الازمان وجبن طباعهم كما هو رأى من لم يتدبر الحوادث ويتفقه الاحوال بل هذه حالة مادية جديدة في العالم قضت بها القدرة الاهلية بما هدت اليه من العلوم الطبيعية التي من خصائصها التقدم والترقى . وما على المرء الا ان يكون بحال تطابق هذا التقدم فان في ذلك مصلحته بل ان هذا صار من واجبه قلنا ان العلم الاجتماعي يوضح أسباب الانحطاط كما انه يبين الغاية التي ۱۱۰ يسوق الناس اليها وهي واضحة يسوق الانحطاط الناس الى حالة جديدة غير التي هم فيها . فلن يتأتى لامرء ان يعيش محصوراً في دائرة محدودة ولا أن يعتمد في معيشته على غيره ممن تعود الآن على مساعدتهم ولا على الاسترسال مع الموائد التي الفها بين قومه لان الوسط الذي يعيش فيه مائل أيضا الى المزق والانحلال بتأثير ذلك التغيير المستمر في حاجاته المادية كما أشرنا اليه . والرجل اذا تربى في وسط مخصوص حتى صار يعتمد عليه في جميع أموره لا يستطيع البقاء اذا فسد ذلك الوسط بل انه يتغير بتغيره ومن هنا وجب ان يكون الغرض من التربية تعويد الانسان على الاعتماد على نفسه في حياته فلا يحتاج في طلب الرزق لغيره وان يكون قادرا على ان يدور مع الزمان كيف يدور . وهي الآن لا تنتج الا التمسك بالوسط الذي نشاء فيـه
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/118
المظهر