سر تقدم الانكليز السكسونيين بری ولتلقى الدروس التي بيناها ثلاثة أوقات كلها في الصباح وما بعد الظهر من النهار مخصص الى الاعمال اليدوية والرياضات الجسمية . هكذا الجسم بعد العقل . ولا شك في ان الآباء من الفرنساويين يندهشون كثيرا من القسم الاخير لان تربية الجسم عندنا في غاية الاهمال فقد رأيت أخيراً تلميذا عمره تسع سنين من طلبة مدرسة « سانيسلاس » الخارجين يشتغل طول النهار فيها ثم يذهب الى البيت منكبا في المساء على درسه الى الساعة التاسعة أو العاشرة . وهو تكليف مضر بالصحة وغير مفيد في تحصيل العلم . وسببه وهم البعض بأن التلميذ يحصل من العلوم على قدر الزمن الذي يشتغل فيه . ۹۳ وتقضى الطلبة من الساعة الاولى والدقيقة الخامسة والاربعين الى الساعة السادسة بعد الظهر مشتغلين في البستان والزراعة والمصانع والرياضة بالمشي على القدم أو الدراجة . والغرض من ذلك كما هو مذكور في الكراسة « انما التربية الجسمية والاحاطة بالاشغال الصناعيه وفائدتها وتشجيع العزيمة على المشروعات وتقدير العمل الذي تمت مباشرته ليكون كل واحد عارفا ما يأتيه بنفسه أو ما يكلف بملاحظته من الاعمال . ولما كان فتور العزيمة عن العمل اللازم في الحياة ناشئا في الغالب من ضعف الجسم وجب ان يتريض التلامذة في كل يوم على الاعمال الجسمانية والاشغال اليدوية فانها تزيد في تقوية الهمة وانعاش الجسم والتخفيف من تأثره مما هو لازم للافراط في الدرس وعدم الحركة » وقد لاحظوا في ذلك اختيار الاعمال ذات الفائدة العملية حتى يكون
