التعليم في المدارس الانكليزية هم بعضهم الى اقتناء الطالب غير بعيد عن شواغل الحياة الحقيقية فيكاد ان يكون الطلبة الذين بنوا مدرستهم ونظموها وهم الذين صنعوا القسم الاكبر من الاشياء التي يتمتعون بها فيها كما فعل « روبانسون » في جزيرته كان البستان أيام افتتاح المدرسة مملوءاً من الحشايش الرديئة . والعزبة مفعمة بالانقاض . فأصلح الطلبة كل شيء . ثم أحدثوا الطرق . ونظموا المصارف . وطلوا الحواجز بالقطران . ودهنوا الاخشاب والمحلات بالالوان واتخذوا ميدانا فسيحا للالعاب . وصنعوا كثيراً من أثاث البيت بما تعلموه في المصانع من أنواع النجارة . واتفق ان رجلا من رجال العزبة مرض ثلاثة أيام فقام الطلبة بأعماله وملاحظة الماشية . ومال جواد فاشتروه من السوق وعلمهم المتقدمون عنهم ركوبه وقيادته ويزداد العمل مدة الصيف في البستان والعزبه كما تتغير الالعاب ولا يلهى التلامذة بأخذ صور الاشياء بواسطة الآلة « الفتوغرافية » أو » بالرياضة على الدراجة الا في أوقات الفراغ . وقد شاهدت من صنعهم مائدة ودولا با وآلة للنزول في جوف الماء وبيتا للبط وآخر للحمام ومظلة كبيرة من الخشب « عنبر » ومركبين تامتين وثالثة غير تامة وغير ذلك وينها أنا أكتب هذه السطور ورد على كتاب من مسيو « بيفردج » يخبرني بأنه ذهب بابنه الى المدرسة ويحكى ما رآه فيها فاقتطفت من كتابه ما يأتى « لما وصلت الى المدرسة وجدت عددا من الاطفال مشتغلين بطلاء آلة لعب صنعوها بأنفسهم في السنة الماضية . وقد شرعت المدرسة في اقامة قنطرة على النهر المجاور لها وعرضه من ثلاثين مترا الى أربعين قوائمها من 94 (
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/102
المظهر