نائية بنت وو وتناول الكاتب موضوع زواج عثمان من بنتی رسول الله : السيدة رقية، والسيدة أم كلثوم ثم زواجه من احدى الاجنبيسات ، وهي الغرافصة .. فكانت مثالا رائعا في حبها ووفائها لعثمان ، وكانت لها حظوة عنده ، لأدبها ، وذكائها ، وحسن قولها ، واعتبر الكاتب ان حبها وطاعتها العثمان مقياس يقاس به الرجال النابهون.. نقد انعكست عليها شخصية عثمان وايمانه ، و کرم نفسه ، وتحنفت على سنته ۰۰ في الوقت الذي خاض معاوية نفس التجربة ، ففشل ، وآثرت زوجته الاجنبية عيش البادية على عيشه ، وعافت قصره بالشام ، وكانت من نفس قبيلة نائلة .. وفرق كبير بين سن معاوية وعثمان ، وقصور الشام وقصور الحجاز ، وهذا خير دليل على أن عثمان لم يكن رجلا امعة ، أو شيخا هزيلا ، وانه كان قوي التأثير فيمن حوله وعن شئون المجتمع ركز العقاد على التغييرات التي طرأت علسی المجتمع الإسلامي ، وصاحبها عثمان فصاحب الدعوة منذ أن كان أتباعها افرادا قلائل ، وصاحب الاسلام في جهاده حتي انتشر في الجزيرة العربية قبيل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ۰۰۰ . ثم صاحب الاسلام في جهاده وفتوحة التي أوشكت أن تحيط بالعالم المعمور في عهد الشيخين ۰۰۰ ثم صاحب الجهاد والفتوح في عهد خلافته ، فلم تمض الا سنوات قلائل حتی بسط الإسلام سلطانه على المعمورة كلها، عدا ما كان في أقصى المشرق ، أو أنصی المغرب • وتناول ما طرأ على المجتمع الاسلامي من وفر وثراء الثروات في أيدي المسلمين ، حتى جاء في مصادر متعددة ان عبد الرحمن بن عوف خلف ذهبا كان يقطع بالنووس حتی تمجل ايدي الرجال ، وترك الف بعير ، وثلاثة آلاف شاة ، ومائة فرس ، وقسم میوانه على ستة عشر سهما ، فبلغ السهم ثمانين ألف درهم 00 ولم يكن هذا الثراء قاصرا على ابن عوف وحده ، بل كان هناك غيره من أمثال الزبير ، وطلحمة 00 حتی سيرين : « کشر المال في زمن عثمان ، فبيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف درهم ، و نخلة بألف درهم ، ۰۰ وعلل سر هذا الثراء، بأبواب التجارة التي تفتحت أمام المسلمين ، ونظرة المسلمين إلى المال على أنه وسيلة تحقق الغايات الكريمة ، وليس غاية تستبيح الوسائل المحظورة ، وان الترف رذيلة مزدراة ، بالإضافة إلى غنائم القتال التي لم يوافق القائلين على أنها السبب المباشر للثراء ، اذ لو كان الأمر كذلك لم يكن في وسع ابن عوف وغيره أن يجمعوا من الانفال كل هذه الثروة ، ولم يكن التفاوت في الانصبة بين اكبر واصغر عطاء يحقق تلك الطفرة لدى اناسی معدودين دون سواهم ولقد بلغت مشكلة التضخم المالي ذروتها في خلافة عثمان .. بعد مرحلة من الملل والسام في نهاية عهد عمر ، تطور في عهد عثمان الى سخط وتمرد ، لذلك لم تدم الحالة طويلا حتى كان من الناس من يغضب باطلا ولا يخجل من حيث تضخمت 1 قال محمد بن f 4
صفحة:ذو النورين عثمان بن عفان (المكتبة العصرية).pdf/9
المظهر