انتقل إلى المحتوى

صفحة:تخليص الإبريز في تلخيص باريز - هنداوي.pdf/90

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تخليص الإبريز في تلخيص باريز
في الهند طير ناطق
سبحان مولى ألهمه
يقول في تغريده:
ابن الأمة ما ألأمه!

بل لا يعدون أنه قد يكون للزنج جمال أصلاً، بل غيره عندهم من صفات القبح، فليس لهم في المحبة مذهبان، ولا يحسن عندهم قول الشاعر في غلام:

لك وجه كأنّ بناني خطتـ
ـه بلفظ تمله آمالي
فيه معنى من البدور، ولكن
نفضت صبغها عليه الليالي
لم يشنك السواد بل زدت حسنًا
إنما يلبس السواد الموالي

بل لسان حالهم دائمًا ينشد قول الآخر:

ألا إن عندي عاشق السمر غالط
وإن الملاح البيض أبهى وأبهج
وإني لأهوى كل بيضاء غادة
يضيء لها وجه وثغر مفلج
وحسبي أني أتبع الحق في الهوى
ولا شك أن الحق أبيض أبلج

على أنه لا يحسن عند الفرنساوية استخدام جارية سوداء في الطبخ ونحوه؛ لما ركز في أذهانهم أن السود عارون عن النظافة اللازمة.

ونساء الفرنساوية بارعات الجمال واللطافة، حسان المسايرة والملاطفة، يتبرجن دائمًا بالزينة، ويختلطن مع الرجال في المنتزهات. وربما حدث التعارف بينهن وبين بعض الرجال في تلك المحال، سواء الأحرار وغيرهن، خصوصًا يوم الأحد الذي هو عيد النصارى، ويوم بطالتهم، وليلة الاثنين في (البالات) والمراقص الآتي ذكرها، ويحسن قول بعضهم (شعر):

والراقصات وقد مالت ذوائبها على خصور كأوساط الزنابير
٩٠