انتقل إلى المحتوى

صفحة:تخليص الإبريز في تلخيص باريز - هنداوي.pdf/79

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الفصل الأول

وحوتهمو مصرٌ فصارت روضة وهمو جناها المبتغى للجاني
قد شبهوها بالعروس وقد بدا منها «العروسي» بهجة الأكوان
قالوا تعطر روضها فأجبتهم «عطارها حسن» شذاه معاني
حبر له شهدت أكابر عصره بكمال فضل لاح بالبرهان
لو قلت لم يوجد بمصر نظيره لأجبت بالتصديق والإذعان
هذا لعمري إن فيها سادة قد زينوا بالحسن والإحسان
يا أيها الخافي عليك فخارها فإليك إن الشاهد «الحسنان»
ولئن حلفت بأن «مصر» لجنة وقطوفها للفائزين دواني
و«النيل» كوثرها الشهي شرابه لأبر كل البر في إيماني

وأما مصر فإنها سليمة من مكاره شرد «باريس»، كما إنها خالية أيضًا عن الأمور المحتاج إليها في وقت الحر، مثل الاستعانة على نظرية الزمن، فإن أهل «باريس» مثلا سهل عندهم رش ميدان متسع من الأرض وقت الحر، فإن أهل «باريس» مثلاً سهل عندهم رش ميدان متسع من الأرض وقت الحر، فإنهم يصنعون دنا عظيمًا ذا عجلات، ويمشون العجلة بالخيل، ولهذا الدن عدة بزابيز، مصنوعة بالهندسة تدفع الماء بقوة عظيمة، وعزم سريع، فلا تزال العجلات ماشية، والبزابيز مفتوحة حتى ترش قطعة عظيمة في نحو ربع ساعة، لا يمكن رشحها بجملة رجال في أبلغ من ساعة. ولهم غير ذلك من الحيل، فمصرنا الأولى بهذا لغلبة حرها (قد صار الآن جل ذلك بمصر).1

ثم من غرائب نهر «السين» أنه يوجد فيه مراكب عظيمة، فيها أعظم حمامات «باريس» المشيدة البناء وفي كل حمام منها أبلغ من مائة خلوة، وسيأتي ذكرها.

ومن الأمور المستحسنة أيضًا أنهم يصنون مجاري تحت الأرض توصل ماء النهر إلى حمامات أخرى وسط المدينة، أو إلى صهاريج بهندسة مكملة. فانظر أين سهولة هذا مع ملء صهاريج مصر بحمل الجمال، فإن ذلك أهون مصرفًا، وأيسر في كل زمن، وشطوط هذا النهر داخل المدينة، مرصفة بحيطان عظيمة عالية فوق الماء نحو قامتين، يطل المار بجانبها على النهر، وهي محكمة البناء.


  1. تعليق زاده على النص بعد عودته إلى مصر.
٧٩