وفي الواقع أن الأولى، كما هو الظاهر، اتخاذ مبدأ أطوال مشترك لجميع الأمم ينسب إليه ما عداه، ويكون في قطر لا عمار بعده معلوم أو ممتاز بمزية؛ كمكة المشرفة، ثم إن كيفية تحديد أن الشمس أو الأرض، كما يقوله الإفرنج، تقطع حركتها اليومية في أربع وعشرين ساعة فهي تقطع من الدائرة التي ترسمها في سيرها خمس عشرة (ص ٤٦) درجة في كل ساعة فتقطع درجة كل أربع دقائق يعني أنه إذا دخل وقت الظهر في القاهرة مثلاً فلا يدخل وقته في المكان الذي يبعد عنها جهة الغرب بخمس عشرة درجة إلا بعد ساعة ويدخل بعد ساعتين، فيما يبعد عنها بثلاثين درجة، وهلم جرا، وبعكس ذلك في المكان الذي يبعد عنها جهة المشرق، فإنه إذا كان الظهر في القاهرة يكون قد مضى ساعة بعد الظهر في المكان الذي يبعد عنها جهة المشرق بخمس عشرة درجة، ويكون مضى ساعتان فيما يبعد عنها في هذه الجهة بثلاثين درجة إلى آخره.
فلنذكر هنا — حينئذٍ — متى يكون الظهر في «باريس» إذا كان الظهر في أصول البلاد الغربية منها والشرقية، وبذلك يفهم بعدها عن هذه البلاد، فيقال: إذا كان وقت الظهر في مصر القاهرة لا يدخل وقته في «باريس» إلا بعد مضي ساعتين إلا أربع دقائق، وإذا كان الظهر في «إسلامبول» كان في «باريس» بعد مضي ساعة وست وأربعين دقيقة، وإذا كان في بغداد كان دخوله في باريس بعد ساعتين وثمان وأربعين دقيقة وفي حلب إذا دخل الظهر لا يدخل في «باريس» إلا بعد ساعتين وثلث، وإذا دخل الظهر في الجزائر لا يدخل في باريس إلا بعد أربع دقائق تقريبًا، وإذا دخل في «تونس» فيدخل في «باريس» بعد مضي نص ساعة ودقيقتين، ووقت الظهر في «أصفهان» يدخل في «باريس» بعد مضي ثلاث ساعات واثنتين وعشرين دقيقة، وإذا كان في مدينة «بكين» (بكسر الباء والكاف) كرسي ملك الصين، يكون في «باريس» سبع ساعات وإحدى وأربعون دقيقة، وفي مدينة الباب الأبواب1 تكون ساعة وثماني وأربعون دقيقة، وفي مدينة «رومة الكبرى نصف ساعة وثماني دقائق وهذه البلاد على الشرق من مدينة «باريس».
وأما البلاد التي على غربيها فإذا كان الظهر في مدينة «مدريد» كرسي ملك الأندلس؛ فإنه يكون فات وقته في «باريس» بأربع دقائق وإذا كان في مدينة «أشبونة» كرسي البرتوغال فإنه يكون فات وقته في باريس بخمس دقائق ونصف، وإذا دخل وقته في «فيلادلفيا» بكسر الفاء، وسكون الياء، وفتح اللام، وكسر الدال المهملة، وسكون اللام،
- ↑ وتسمى باب الأبواب، وهي بحر قزوين.