انتقل إلى المحتوى

صفحة:تخليص الإبريز في تلخيص باريز - هنداوي.pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الفصل الأول

هو الخط الموازي لمحور الفلك، وطرفاه هما القطبان، ويسمى أحدهما القطب الشمالي، والآخر القطب الجنوبي، ودوائر أنصاف النهار هي الدوائر التي تعبر من أحد القطبين إلى الآخر، وعلة تسميتها بذلك أنه إذا كانت الشمس في سمت رأس محل يمر عليه هذا الخط وقت الظهر بذلك المحل، ومركز هذه الدوائر هو مركز الأرض.

ولما الدوائر المتوازية فهي الدوائر الواقعة أعمدة على دوائر أنصاف النهار، وهي التي بينها وبين مركزها تواز على محور الأرض، (ص ٤٥) وأعظمها دائرة الاستواء وهي الدائرة العظمى السنوية البعد من القطبين، وهي تنصف الكرة نصفين أحدهما النصف الشمال، والآخر النصف الجنوبي، ثم إن دوائر أنصاف النهار. والدوائر المتوازية كسائر الدوائر، تنقسم إلى ثلاثمائة وستين درجة وكل درجة تتجزأ إلى ستين دقيقة، وكل دقيقة إلى ستين ثانية، وكل ثانية إلى ستين ثالثة، وهكذا.

وللإفرنج تقسيم آخر جديد، وهو: أن الدائرة تنقسم إلى أربعة أرباع، وكل ربع يتجزأ مائة، تسمى درجات مثينية، وكل درجة مائة دقيقة مثينية، وكل دقيقة مائة ثانية كذلك، وهكذا. وهذا نشأ عن استعمالهم الحساب الأعشاري، والحساب المتري، والأول أشهر استعمالا، وبهذه الدوائر العظمى يتحدد الطول والعرض؛ وذلك أن العرض هو بعد الدائرة متوازية عن المتوازية التي هي دائرة الاستواء، فإن أخذته جهة الشمال كان عرضًا شماليًا، ونهايته تسعون درجة، وإن كان جهة الجنوب فجنوبي، ونهايته كذلك، وأما الطول فهو بعد خط نصف النهار عن خط نصف نهار آخر مصطلح على أنه أولى، وهو شرقي، وقدره مائة وثمانون درجة، وغربي وقدره كذلك، وقد وضع أصحاب الجغرافيا في الكرة1 أو الخرطات على كل دائرة متوازية ما تبعد به من الدرجات عن دائرة الاستواء، كما جعلوا على كل دائرة نصف نهار عدد درج بعدها من دائرة نصف النهار الأولية.

وقد رسم كما أسلفناه «بطليموس» الحكيم دائرة نصف النهار الأولية في «الجزائر الخالدات»، فلما انكشفت بلاد أمريكة اختار الإفرنج أن يجعل كل قطر من الأقطار خط نصف نهارهم الأولي ببلادهم، لينسبوا إليها ما عداها، كما صنع الفرنساوية، فإنهم جعلوا خط نصف نهارهم الأولي في مدينة باريس، وبقيت منهم أمم كالفلمنك على أخذ الأطوال من جزيرة الحديد بالجزائر الخالدات.


  1. الأصل: «الأكرة».
٧١