انتقل إلى المحتوى

صفحة:تخليص الإبريز في تلخيص باريز - هنداوي.pdf/164

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تخليص الإبريز في تلخيص باريز

ولو كان ما في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله

ولم يسمع في بلادهم عند ملوكهم ووزرائهم شيء ولو يسيرًا مما يحكى عن بني العباس والبرامكة أصلاً، فالملك المنصور المشهور بالدوانقي1 أكرم الكرماء بالنسبة إليهم، نعم إن البلاد المتحضرة يقل إكرامها، وأيضًا يرون أن إعطاء القادر على الشغل شيئًا فيه إعانة له على عدم التكسب. وفي مدينة باريس ديوان لتدبير المارستانات، وأهله خمس عشرة نفسًا للمشورة العامة، وفي هذا الديوان خمس نظارات: النظارة الأولى: لمباشرة المارستان، النظارة الثانية: لمباشرة مهمات المراستان، والخدمة للمرضى والعقاقير العامة، النظارة الثالثة: مباشرة الأوقاف، النظارة الرابعة: مباشرة الفقراء في بيوتهم وإعانتهم، النظارة الخامسة: مباشرة مصاريف المارستان وتوابعها.

ولا يدخل الإنسان المارستان إلا إذا أثبت مرضه. يقول الحكماء: ومن قام من مرضه في المارستان وأراد أن يخرج منه قبل أن يتم شفاؤه وترجع له قوته أخذ من الوقف بعض شيء يستعين به على قوته؛ حتى يمكنه الرجوع إلى أشغاله.

وأعظم مارستان «بباريس» المارستان المسمى: «أوتيل ديو» يقرب أن يكون معناه «بيت الله» وهو موقوف على المرضى والجرحى، ولا يدخل فيه الأطفال ولا أرباب الداء العضال، ولا المجانين ولا النفساء ولا أرباب الأمراض المزمنة، ولا المبتلى بالإفرنجي، فإن كل داء من هذه الأشياء له مارستان خاص.

ومن المارستانات الشهيرة في «باريس» مارستان يسمى «ستلويز» وهو معد لأرباب الأمراض المزمنة، ولأرباب الدمامل والقوبة، والحكة، والجرب، ونحو ذلك.

وفي باريس مارستان للقطاء، يعني الأطفال الذين يلتقطونهم من الطرق فيدخل فيه الذين يهملهم أهلهم كأولاد الزنا ونحو ذلك.

«وبباريس» مارستان أيضًا للأيتام، وفيه يدخل الأولاد الفاقدون لأهاليهم، وهو موقوف على نحو ثمانمائة ذكر وأنثى. فالذكور فيه في جهة، والإناث في أخرى، ويباشر هذا المارستان ديوان يدبره فلا يوضع الصغير في المارستان إلا بأمر هذا الديوان، وإذا بلغ الإنسان إحدى عشرة سنة في السن فإنه يخرج بإذن أهل ذلك الديوان من هذا


  1. المنسوب إلى (دوانق)، وهي جمع (دانق) كصاحب، وهو سدس الدرهم.
١٦٤