انتقل إلى المحتوى

صفحة:تخليص الإبريز في تلخيص باريز - هنداوي.pdf/151

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
نصيحة الطبيب

وينبغي للمريض أن يشرب كل يوم (قزازتين) من ماء فأكثر وأن يتناول في المرة يسيرًا، ففي كل ربع ساعة يشرب فنجانًا ما لم ينم، واللائق أن يكون الشراب غير شديد البرودة، ففي اعتدال الزمن يكون في مزاج طراوة نسيم.

ولو امتنع المريض من حاجة الإنسان جملة أيام، أو لم يبل بكثرة أو خرج بوله أحمر، أو خلطك في كلامه، أو كانت (حمته) قوية، أو كان وجع رأسه أو كليته شديدًا أو كانت بطنه متألمة، أو كان محتاجًا كثيرًا إلى النوم فليحتقن كل يوم مرة بالحقنة المركبة مما سبق ذكره في المادة الثانية، فالاحتقان شفاء المحموم إلا إذا حدث للمريض العرق النافع فلا يحتقن.

وإذا خف المرض فينبغي الخروج من الفراش في اليوم ساعة فأكثر، كما يمكنه، ولكنه لا أقل من نصف ساعة، ولا ينبغي ترك فراشه وهو متلبس بالعرق.

ومن المستحسن تصليح فراشه كل يوم، وتغيير ما على بدنه كل يومين، إذا تيسر ذلك، ومن الضرر البيِّن الحكم بخلاف ذلك. اعتقاد أنه يخشى على المريض من خروجه من فراشه، فيتركه في ثيابه المتسخة، وهذه الثياب لا تقتصر في أضرارها على إبقاء أصل المرض فقط، بل تقويه، (ولو) قيل، إن المريض تعبان جدًا، وهذه حجة عاطلة ولو سلم أن استعمال ذلك يتعبه درجة، فإنه يزيد ما بقي من قوته، ويسرع تخفيف ألمه.

المادة الرابعة: في معالجة الناقِه

اعلم أنه ما دام بالإنسان قليل من الحمى فلا يتناول إلا الأغذية الخفيفة التي بيناها، فإذا انقطع عرق الحمى؛ فلا بأس أن يتناول غيرها كقليل من اللحم الطري، أو السمك، أو المرقة أو البيض هين النضج، فهذه الأغذية تصلح القوى بشرط عدم الإكثار فيما يتناول منها، وإلا فتبطئ الصحة؛ لأن المعدة الضعيفة من المرض ليست متأهلة إلا ليسير الهضم، فلو أعطيتها فوق ما في قوتها لم ينهضم سائر ما يدخل فيها، بل ينفسد، وقوام البدن إنما هو بما تهضمه المعدة لا بما يصل إليها فقط، فينبغي للناقِه أن يكون كالمريض في تناوله قليلاً في كل مرة، ولكن في غالب الأوقات، وأن لا يتعاطى في المرة إلا جنسًا واحدًا من الأطعمة، وأن لا يكثر من تغيير الأطعمة، وأن لا يستعجل في مضغ ما يتناوله من الجوامد، وأن لا يكثر من الشرب، وخير الشراب هو الماء المخلوط بشيء من الأنبذة.

وليَسر على قدر ما يستطيع ماشيًا أو راكبًا عربة أو فرسًا، ومن العبث ترك ركوب الخيل في هذه الحالة لمن يملك الخيل، كأغلب أهل الأرياف، وإذا كان السير بعد تناول

١٥١