انتقل إلى المحتوى

صفحة:تخليص الإبريز في تلخيص باريز - هنداوي.pdf/152

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تخليص الإبريز في تلخيص باريز

الطعام كان مقويًا لمادة الهضم بخلاف فعله قبل، فهو ربا يضر الهضم، وليتناول من قام من المرض يسيرًا من الطعام في المساء؛ لأن النوم أريح وأصبح له من الأكل، ولا يضره عدم قضاء الحاجة كل يوم، نعم إذا جاوز يومين من غير خروج شيء فليحتقن ثالث يوم، أو قبله إن علم أن قبض بطنه تتولد عنه الحرارة، أو الانتفاخ، أو ضيق الصدر، أو وجع الرأس، وينبغي لمن قام من مرضه جديدًا ألا يسرع في العودة إلى شغله، فإن لم يصبر إلى تمام عافيته طال ضعفه، فالاستعجال على الشغل قبل أوانه يعقبه من الخسارة زيادة على ما يؤمل كسبه، فإن لم يتحفظ على نفسه، وإلا أصابه مرض الذبول فينبغي حين إرادة الأخذ للمبادئ مراقبة العواقب.

المادة الخامسة: في وصايا عامة على الصحة

اتخذ القناعة في الأكل، فمن لم يقنع لا يشبع، بل يهلك نفسه، قيل: من أرخى على الطعام طويل عنانه، حفر مقبرته بحدة أسنانه، لا تأكل دون مرتين في اليوم، بل لا بأس بثلاثة، والصغار لهم أن يأكلوا أربع مرات بل خمسًا.

لا تنم عقب الأكل، ومدة النوم للسليم ست ساعات أو سبع، وللضعيف والصغير أطول من ذلك.

تضمحل القوة والعقل، ويذهب كل منهما باعتياد تطويل النوم.

النظافة نصف الصحة، فلتكن في البدن والثوب والمسكن والغذاء والمتاع.

لا تمضغ الدخان، ولا تنتشق به؛ فكثرة اللعاب الذي يكسبه للطبيعة مضعفة على طول الزمن، وبه يضيع الريق اللازم في الهضم، وينتن النفس، وتسودّ الأسنان، وتنفسد، وقد شوهد أن كثيرًا من الناس اعترته الحماقة بالإكثار من شرب الدخان أو شم النشوق.

إياك والانهماك على تعاطي الخمور والمسكرات، سيَّما أيام الصوم، وقد توهم أنها تشد القوى، مع أن القوة المستفادة من تعاطيها تمر في أدنى زمن، ويعقبها وهن، وذلك كما أن النار تذكو إذا أكثرت من نفخها وترعى الوقود سريعًا، ولا تعطي الحرارة إلى درجة.

وأما الفلاحون الذين يشتغلون في وقت الصيف فعليهم تغطية رءوسهم وأن يتداركوا أشغالهم.

١٥٢