انتقل إلى المحتوى

صفحة:تخليص الإبريز في تلخيص باريز - هنداوي.pdf/150

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تخليص الإبريز في تلخيص باريز

المادة الثالثة: في الدلالة على ما يصنع حين ظهور المرض

اعلم أنه ينبغي للمريض إذا تلبس بالبرودة، أو القي1 أو الألم أن يلزم الفراش والجلوس، وأن يتغطى زيادة عن عادته، وأن يشرب في كل ربع ساعة فنجانًا من مسخن (الشوربة) السابقة، فلا باس بتغطية المرضى حال بردهم، ولكن لا بد من تخفيف الغطاء كلما خفت البرودة؛ حتى يكون بمجرد انقطاعها ليس عليهم إلا الغطاء المعتاد.

ثم إن بعض أهالي القرى يعتادون النوم على طراحة مكبوسة ريشًا، ويتغطون بغطاء ثقيل من الزغب، والحر الصادر عن الريش هو خطر على المحمومين، لكن لما اعتيد على ذلك يمكن اغتفار هذه العادة في بعض الأحيان، إلا في مدة الحر واشتداد الحمى، فليتخذ للنوم طراحات مكبوسة بالقش، وللغطاء ملاحف أو أكسية أقل خطرًا من الريش، فهذا هو ما يريح المريض.

وينبغي الحذر من تسخين هواء محل المريض، ومن كثرة الناس، واللغط، ومن الكلام معه إلا على قدر الحاجة، وينبغي فتح طيقانه، وأقله ربع ساعة في النهار، وربع ساعة بالليل، وينبغي مع فتح الطيقان فتح باب الغرفة ليتجدد الهواء، ولكن لإبعاد المريض عن جريان الأهوية فلتسحب عليه ستائر فراشه، أو ليحجب عن الهواء بكيفية أخرى، وفي زمن الحمر ينبغي إبقاء طاقة من الطيقان مفتوحة.

ويحسن أيضًا تبخير غرفته بخل مطفى فوق نحو مجرفة حديد محماة.

وينبغي في الهجير، والمريض متعب بالهواء الحار، أن يرش بلاط غرفته، وأن يوضع فيها فروع غليظة من شجر الصفصاف ونحوه، تغمس في إناء فيه ماء، لتكون مسقية.

وليجتنب المريض تناول الأطعمة المغذية، ولا يأكل إلا يسيرًا من خفيف الثريد المنضج أو الأرز المطبوخ بالماء مع يسير من الملح، ولا بأس في الصيف بالأثمار المستوية في الشتاء بالتفاح المنضج، أو البرقوق والأجاص، بعد تيبسهما وطبخهما، فهذه الأثمار إذا أكلت بلا إكثار منها تروى وتبرد وتصلح الصفراء المنفسدة الحارة؛ فهي الأغذية اللائقة المحموم، واستعمل الشراب الرطب، والمبرد الذي ذكرناه سابقًا، ولا بأس أيضًا أن تضع في نحو (قزازة الماء) طاسة من عصير الفواكه التي ذكرناها قريبًا.


  1. في الأصل: العي.
١٥٠