والرقص بإشارات كإشارات الأخرس، تدل على أمور عجيبة، ومنها (تياتر) تسمى: «كوميك» فيغنى فيها الأشعار المفرحة.
وبها (تياتر) تسمى: «التياتر الطليانية» وبها أعظم (الآلاتية)، وفيها تنشد الأشعار المنظومة باللغة الطليانية، وهذه كلها من (السبكتاكلات) الكبيرة، وفي باريس «سبكتاكلات» أخرى وهي مثل تلك إلا أنها صغيرة.
وهناك أيضًا (سبكتاكلات) يلعبون فيها الخيل والفيلة ونحوها، ومنها (التياتر) المسماة «تياتر فرنكوني» (بكسر الفاء وفتح الراء وسكون النون وضم الكاف وكسر النون الثانية)، وفيها فيل مشهور بالألعاب الغريبة معلم تعليمًا عجيبًا.
وكما أن أكبر (التياترات) «الأوبرة» فأصغرها (تياتر) تسمى: تياتر «الكمت» وهي معدة لنزاهة الصغار كالحاوي في مصر «والكمت» اسم معلم هذه السبكتاكل1 وكل اللاعبين (ص ٩٧) واللاعبات صغار السن، وهذه (التياتر) يوجد بها كثير من الشعبيثيات) و(السيم)2 ونحوها، ولو لم تشتمل (التياتر) في فرانسا على كثير من النزعات الشيطانية لكانت تعد من الفضائل العظيمة الفائدة، فانظر إلى اللاعبين بها فإنهم يحترزون ما أمكن عن الأمور التي يفتتن بها المخلة بالحياء، ففرق بعيد بينهم وبين عوالم مصر، وأهل السماع ونحوهم.
ولا أعرف اسمًا عربيًا يليق بمعنى (السبكتاكل) أو (التياتر) غير أن لفظ (سبكتاكل) معناه منظر أو منتزه أو نحو ذلك، ولفظ (تياتر) معناه الأصلي كذلك، ثم سمي بها اللعب ومحله، ويقرب أن يكون نظيرها أهل اللعب المسمى خياليًا، بل الخيالي نوع منها.
وتشتهر عند الترك باسم (كمدية) وهذا الاسم قاصر إلا أن يتوسع فيه، ولا مانع أن تترجم لفظة (تياتر) أو (سبكتاكل) بلفظة: خيالي، ويتوسع في معنى هذه الكلمة، ويقرب من تصوير (السبكتاكل) أو هو منها مواضع، يصور فيها للإنسان منظر بلد أو أراض أو نحو ذلك؛ فمن ذلك (بانورمه)3 وهو محل تنظر فيه فترى المدينة التي تريد تصويرها، ففي صورة مصر ترى كأنك على منارة السلطان حسن مثلاً والرميلة تحتك، وباقي المدينة، ومنها (كسمورمه)،4 وفيه صورة بلدة ثم أخرى وهكذا. ومنه