(ديورمه1) وفيه صورة دار، ومنها (أورانومه2) وفيه صورة الفلك الأعظم، وسائر ما يحتوي عليه مصورًا على مذهب الإفرنج، فالمتفرج فيه يمكنه أن يطالع علم الفلك، ومنها (أوروبرمه3) وفيه صورة بلاد الإفرنج.
ومن المتنزهات محال الرقص المسماة «البال» وفيه الغناء والرقص، وقل إن دخلت ليلاً في بيت من بيوت الأكابر إلا وسمعت به الموسيقى والمغنى، ولقد مكثنا مدة لا نفهم لغنائهم معنى أصلاً، لعدم معرفتنا بلسانهم، وللّٰه در من قال في مثل هذا الأمر:
(البال) قسمان: (بال) عام، ويدخله سائر الناس، (كالبال) في القهاوي والبساتين، (وبال) خاص، وهو أن يدعو الإنسان جماعة للرقص والغناء والنزهة ونحو ذلك؛ كالفرح في مصر، و(البال) دائمًا مشتمل على الرجال والنساء، وفيه وقدات عظيمة، وكراسيّ للجلوس.
والغالب أن الجلوس للنساء ولا يجلس أحد من الرجال إلا إذا اكتفت النساء، وإذا دخلت امرأة على أهل المجلس، ولم يكن ثم كرسيّ خال قام لها رجل وأجلسها، ولا تقوم لها امرأة لتجلسها، فالأنثى دائمًا في المجالس معظمة أكثر من الرجل، ثم إن الإنسان إذا دخل بيت صاحبه، فإنه يجب عليه أن يحيي صاحبة البيت قبل صاحبه، ولو كبر مقامه ما أمكن، فدرجته بعد زوجته أو نساء البيت.
ومن المنتزهات جمعية الناس، كضمة4 مصر، إلا أن فيها دائمًا آلات الموسيقى والغناء والرقص، وبين كل نوبة من المسيقى والغناء يقسم على الحاضرين بعض مطعومات ومشروبات خفيفة. وبالجملة فالموسيقى بالأصالة، والشراب الخفيف بالتبعية هما حظ هذه المجالس، كما قال الشاعر: