أهل مصر في قديم الزمان كانوا أيضًا أعظم أهل الدنيا نظافة، ولم يقلدهم ذراريهم وهم القبطة في ذلك.
وكما أن باريس نظيفة فهي خلية أيضًا من السميات، بل ومن الحشرات فلا يسمع بأن إنسانًا فيها لدغته عقرب أبدًا، وتعهد الفرنساوية تنظيف بيوتهم وملابسهم أمر عجيب، وبيوتهم دائمًا مفرحة بسبب كثرة شبابيكها الموضوعة بالهندسة وضعًا عظيمًا يجلب النور والهواء داخل البيوت وخارجها وظرفات1 الشبابيك دائمًا من (القزاز) حتى إذا أغلقت فإن النور لا يحجب أصلاً، وفوقها دائمًا الستائر: للغني والفقير، كما أن ستائر الفرش التي هي نوع من الناموسية غالبة لسائر أهل باريس.
- ↑ يريد ما يسمى الضرفة: المصراع.
١٢٤