طرابلس ويضيق على من بها من الروم و من ظهر منهم اختطفه المسلمون، وبنى بعضهم قصراً بين البلدين لاختطافهم إلى أن دخلت سنة ثمان وخمسين وتسعمائة
فمرّ أسطول السلطان سليمان بالمدينة المذكورة مدداً لقلج على باشا إذ كان محاصراً الحلق الواد و به طورغود باشا و هو قائده فخرج اليهم مراد ومعه أعيان بيعته من أهل تاجوراء١ في شينيّ وطلبوا منه الاعانة فأبى عليهم وتعلّل بأنه لم يؤذن له فيها فهونوا عليه أمرها وصغروها بين يديه فأجابهم إلى ذلك بشرط أن يعطوه حجة على أن لا يكون عليه درك من السلطان لمخالفته أمره وأنهم المؤاخذون بذلك فأعطوه بذلك حجّة. وحاصروها براً وبحراً فأخذوها قيل عنوةوقيل طلب أهلها الأمان لأنفسهم فأجابوهم لذلك وخرجوا عنها
ولاية طورغود باشا
و تسلم طورغود باشا البلد وكاتبوا السلطان بذلك فسرّ به سروراً عظيما.وكتب له بولاية البلد و بايعه أهل جربة وقابس وأهل عمالتها. وقيل كان فتحهازمن ولاية سليم بن بايزيد. والصحيح ما ذكرناه من أنها زمن السلطان سليمان [الاول بن السلطان سليم الاول ٢] بن السلطان بايزيد [ الثاني بن السلطان محمد الفاتح الاول ٢] بن السلطان مراد الثاني بن السلطان محمد [جلبي بن السلطان بايزيد الاول بن السلطان مراد الاول٢] بن أورخان بن عثمان بن أرطغرل بن سليمان. وكان سليمان ملكا في المشرق في بلاد ماهان بمقربة من بلخ، واختلف في نسبه فقيل من التركمان الرحالة النزالة من فخذ النتر منهم، ويتصل نسبهم بيافث بن نوح عليه
الصلاة والسلام. كذا ذكره القطبي