و قال صاحب دور الأثمان في منبع ملوك بني عثمان: إن أصلهم من عرب الحجاز وزاد جماعة من المؤرخين أنهم من أهل المدينة المشرفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. وعلى أنه من التركمان كان سبب خروجه من بلاد بلخ الى بلادالروم تخريب جنكيز خان بلاد بلخ، فتوجه سليمان شاه هذا وصحبُه في خمسين ألف بيت إلى أرض الروم فلما جاوز الفرات غرق سليمان فدخل ولده أرطغول أرض الروم فأكرمه السلطان علاء الدين السلجوقي سلطان الروم. ومات بالروم وخلف عدة أولاد أنجاد أشدهم بأساً وأعلاهم همة عثمان، نشأ مولعاً بالقتال وجهاد الكفار، وأعجب ذلك السلطان علاء الدين السلجوقي سلطان الروم فأرسل اليه الراية السلطانية والطبل والزمر فلما وصلته تلك الآلة وضربت بين يديه قام تعظيما لامر السلطان و فرحاً بإِقباله فصار شعاراً لآل عثمان ومن بايعهم من المستحقين لذلك الوقوف عند ضرب ذلك إلى وقتنا. ثم مات عثمان وانتقل الملك لبنيه
وقيل ان أصل عثمان هذا من عرب الحجاز وهاجر منها لغلاء كان بها واستقرّ ببلاد قرمان و اتصل بأتباع سلطانها. وكانت رحلته لأرض الروم سنة خمسين وستمائة وتزوج من قرينا فولد له سليمان وتسلطن وهو الذي فتح (بروسا) في حدود الثلاثين وسبعمائة. ثم ملك بعده ابنه عثمان جواي الاصغر وقيل هو الذي افتتح (بروسا) وهو الذي استقل بالأمر بخلاف آبائه فانهم كانوا من أتباع السلاجقة، ولم يزل الملك يتداوله بنوه الى أن انتهي الى بايزيد وكان له عدة أولاد وكان يعدل بالملك لاكبر ولده أحمد، والعسكر يميل الى سليم ويدعو الى الخروج عن الطاعة وخلع البيعة لما رأى من فعل أبيه بالعهد لأخيه بمن مال اليه من العسكر فتحاربا ووقعت بينهما مقتلة ثم آل الأمر بينهما إلى أن كتب العهد له لما رآه من ميل العسكر، فتولى الملك واتسعت مملكته بملك مصر والشام وسائر ممالك