أهلها مالا وأقل سلاحاً، وأعجز أهلا عن دفاع عدوّ. وحكوا له الحكايتين. فتاقت نفسه لأخذها وجهز لها أسطولا فأخذها في ليلة واحدة بلا كثير مشقة واستولى عليها. ولم ينج من أهلها إلا من تسوّر ليلا. وانحاز المسلمون إلى تاجوراء وجبال غريان ومسلاتة، وصارت المدينة للنصارى
وقيل أن دخولهم لها كان بموافقة البعض من أهلها. والله أعلم أي ذلك كان ولما أنحاز المسلمون انتدب جماعة من أهل تاجوراء ركبوا شينيًّا وتوجهوا لصاحب القسطنطينية١ يطلبون منه إعانة، وكانوا لا خبرة لهم بلغة الترك، فلما حضرواإلى القسطنطينية استغرب أهلها زيّهم وسألوهم من أي البلاد أنتم؟ فأخبروا أنهم من طرابلس الغرب قدموا لحضرة السلطان مستغيثين به، فأحضروا بين يديه وكان مراد علجاً خصياً للسلطان ربى بأرض المشرق وتعلم العربية فكان يعرب السلطان عنهم، فأخبروه عن حال بلادهم وأخذ النصارى لها وتضييع ملوكهم دولهم، وأنهم يريدون منه إعانة على افتكاك بلادهم ووالياً يلي أمرهم
ولاية مراد أغا٢
فاستعمل عليهم مراداً وقدموا به لبلدهم ودانوا له وبايعه أهل غريان سنة ثنتين وخمسين وتسعمائة. وبايعه أهل ريفها كلهم. قبل وراسلته خودة بنت شرومة بن محمد الفاسي صاحب فزان فأرسل اليها طائفة من جنده سنة ست وخمسين وتسعمائة فملكوا أرض فزان. والصحيح أن أخذ فزان إنما كان سنة خمس وثمانين وتسعمائة بعد فتح طرابلس وموت طورغود باشا بأيام، إذ كان أمرالجند شورى بينهم وسيأتي إن شاء الله تعالى ذكر ذلك ولم يزل يوالى الغزو على