فيبقى معه من يقع اختياره عليه، وإنه ان فعل فعلا كائناً ما كان لا يسأل عنه،ولا يعاتب فيه. الى آخر الشروط، ومن رامها فليراجع محالها. وكل ذلك والناصر مقبل عليه قابل للشروط.
وخرج الناصر متوجهاً لأرض المغرب، و كان لسبع خلت من شوال،وصحبه الشيخ أبو محمد ثلاثة أيام ثم رجع، واستقر ملكها وملك طرابلس في يده وفي يد يليه من بعده إلى أن اختلفوا واستعان بعضهم بالافرنج
استيلاء صاحب جنوة على طرابلس
وأخذ صاحب جنوة طرابلس سنة ست عشرة وتسعمائة وأخذ حلق الوادي صاحب صقلية، ومكثت طرابلس تحت يد النصارى ثلاثة وأربعين عاماً وقيل خمساً وأربعين سنة١
وسبب أخذهم لها أن أهلها بعد دخولهم في طاعة الموحدين كثرت أموالهم وتجاراتهم واطمأنوا ولم يشتغلوا بالحرب حتى لم تكن لهم به خبرة، فقدمت عدة سفن للعدو موسوقة بأنواع البضاعة وفيها من كل نوع كثير فتقدم اليهم تاجر من تجار المدينة فاشترى جميع ما فيها من سلع ونقد لهم تمنها. واستضافهم رجل آخر وصنع لهم طعاماً فاخراً وأخرج ياقوتة ثمينة فدقها دقاً ناعماً بمرأى منهم وذرها على طعامهم فبهتوا من ذلك فلما فرغوا قدم اليهم دلاعا«بطيخا» فطلبوا سكينا لقطعه فلم يوجد في داره سكين وكذا دار جاره الى أن خرجوا إلى السوق فأتوا منه بسكين، فلما رجعوا الى جنوة سألهم ملكهم عن حالها فقالوا: ما رأينا أكثر من
- ↑ ذكر بالأصل بعد قوله خمسة واربعين سنة: فيكون أخدهم لها سنة واحد وسبعين وثمانمائة أو ثلاث وسبعين وثمانمائة، وهذاالكلام غير ظاهر لان النصارى اخذوا البلد في التاريخ المذكور، وسيذكر المؤلف ان طورغود باشا اخرجهم منها سنة ٩٥٨ فتكون مدة أقامتهم فيها ٤٢ سنة وانما إصح كلام المؤلف لو كان تاريخ دخولهم الذي ذكره هو تاريخ خروجهم، لذلك حذفناه من الأصل ونبهنا عليه